أعلن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر انتهاء العمليات العسكرية في مخيم نهر البارد «بعد تدمير جميع مراكز تنظيم فتح الإسلام»، فيما نقلت «رابطة علماء فلسطين» عن المسؤول في الحركة شاهين شاهين، الذي تمكن موفدوها من لقائه مساء أمس، «موافقة الحركة على وقف النار استجابة لمبادرة العلماء، وأفساحاً في المجال أمام تنفيذ بقية النقاط، وترحيبها باعلان المر وقف العمليات العسكرية».وجاء اعلان الحركة ليلاً بعدما حال القتال العنيف نهاراً دون دخول مفاوضي رابطة العلماء الى المخيم.
وقال المر في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إن الجيش يقوم في هذه المرحلة بـ«عملية تنظيف وإزالة الفخاخ التي خلفها المسلحون».
إلا أنه، وفور تناقل وكالات الأنباء إعلان المر وردّ «فتح الاسلام»، عاد وزير الداخلية في وقت لاحق ليؤكّد أن «العمليات العسكرية مستمرة حتى تسليم المسلحين أنفسهم». و«لئلا يطئن النازحون»، قال المر ان المخيم «ملغّم»، وان الجيش سيؤمّن عودتهم «عند نهاية العملية العسكرية».
واشترط المر تسليم المطلوبين من التنظيم بمَن فيهم شاكر العبسي ومئة جريح، لمعالجتهم ثم إحالتهم على العدالة. ورفض الكلام على أن العبسي قد قتل و«إلا فليسلّموا جثته»، معلناً أن العبسي و«أبو هريرة» هربا إلى داخل المخيم القديم، فيما قتل عدد كبير من قادة «فتح الإسلام» مثل «أبو مدين» و«أبو سليم طه».
وأكد أنه لم تحصل مفاوضات مع قيادة الجيش لوقف النار، إذ إن هذا الأمر «يحصل بين جيشين لا بين جيش ومجموعة إرهابية». وأعلن أن المساعدات التي وصلت إلى الجيش من دول عربية وأجنبية كانت في مقابل ثمن. وأعلن ان 76 شهيداً و150 جريحاً سقطوا في صفوف الجيش منذ بدء المعارك في 20 أيار الماضي. وأكد ان السلاح الموجود في حوزة «فتح الاسلام» استولت عليه الحركة في انقلابها عل «فتح الانتفاضة»، وهو سلاح «يعود بأكثريته الى عام 1975».
وكان الجيش أصرّ على شروطه بتسليم مسلحي «فتح الاسلام» أنفسهم، فيما بدرت عن الحركة مرونة حيال النقاط الأخرى، مثل تسليم الأسلحة والجرحى إلى «حركة الجهاد الإسلامي»، على أن تعمل الأخيرة على تسليمهم إلى الجيش لاحقاً.
وشهد المخيم، أمس، اشتباكات عنيفة شملت جيوباً لا يزال المسلحون يقاتلون فيها عند التخوم الفاصلة بين المخيمين الجديد والقديم. وامتدت رقعة المعارك الى المخيم القديم، بعد معلومات تحدثت عن أن مسلحي الحركة تسلّلوا إليه في الأيام الأخيرة.
وعلى رغم أن سير العمليات العسكرية، أمس، لم يُشِر الى أي تقدم على الأرض للجيش، تابع فوج الهندسة عمله في تنظيف الأبنية والأحياء التي يسيطر عليها، وإزالة الألغام والمتفجرات والفخاخ التي خلّفها المسلحون وراءهم.
الى ذلك، حمل أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في لبنان سلطان أبو العينين على المبادرة التي يقودها بعض علماء فلسطين لحل أزمة المخيم. وعكس هذا التصريح أجواء التوتر بين حركتي «فتح» و«حماس» المقربة من «رابطة علماء فلسطين»