كشف زوّار القصر الجمهوري، أمس، أن الرئيس إميل لحود الذي يستعجل قوى المعارضة اتخاذ قرار في شأن موعد إعلان الحكومة الثانية، تحدث عن خيارات دستورية من النوع الذي يمنع الانقسام السياسي والمؤسساتي، ويحول دون استئثار فريق من اللبنانيين بمقدرات البلاد. وهو يتجه إلى استخدام صلاحيات دستورية تتيح له إنشاء حكومة مصغرة ذات طابع انتقالي، تعمد فور تأليفها إلى إصدار مرسوم بحل المجلس النيابي الحالي والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، تتبعها انتخابات رئاسية، فحكومة وحدة وطنية.وذكر زوّار بعبدا أن لحود يبدو أنه وافق، بغير رغبة، على توافق أولي بين قوى المعارضة الرئيسية بإرجاء خطوة تأليف حكومة ثانية إلى ما بعد 25 أيلول المقبل، لا في النصف الثاني من تموز الجاري. ومع ذلك، فهو يصر على إجراءات تمنع انقساماً على مستوى الإدارات الرسمية، ويدعم توجه قوى بارزة في المعارضة تعمل على تحييد الجيش اللبناني تماماً، وإقناع قوى الأمن الداخلي بالخيار نفسه.
ويبدو أن رئيس الجمهورية ينطلق في خطوته من مبررات تأخذ في الاعتبار، إلى جانب اعتبار الحكومة غير دستورية، أن المجلس الذي لا ينعقد منذ فترة طويلة وتخلّف عن إقرار الموازنة العامة للدولة يتجه صوب وضعية غير دستورية، ما يوجب اللجوء إلى قرار حله.
وقال الزوار إن التوجه العام لقوى المعارضة الآن يأخذ في الاعتبار تعطل المساعي العربية والدولية لإيجاد حل للأزمة قبل الاستحقاق الرئاسي، وخصوصاً بعد الزيارة الأخيرة للرئيس فؤاد السنيورة إلى باريس، التي انتهت إلى تصعيد من جانب فريق «الأكثرية» الذي واصل انشغاله في ترتيب إقامة «ثلاثة أفواج» من النواب والشخصيات الإعلامية في كل من باريس والقاهرة وأبو ظبي، فيما يتشاور النائب سعد الحريري مع حليفيه: النائب وليد جنبلاط وقائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع في إمكان إطلاق موقف جديد يدعو إلى الحوار، في سياق وصفته مصادر المعارضة بأنه «مسعى لتضييع المزيد من الوقت».

كوسران

في غضون ذلك، عاد الموفد الفرنسي جان كلود كوسران إلى بيروت، أمس، حاملاً دعوات إلى القادة اللبنانيين للمشاركة في مؤتمر الحوار الذي تستضيفه فرنسا في «لاسال سانت كلو» غرب باريس.
والتقى كوسران، أمس، رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب بطرس حرب، وأعلن أن المدعوين إلى المؤتمر الذي سيعقد في 14 و15 و16 تموز الجاري هم القادة الـ 14 الذين شاركوا في طاولة الحوار، وأن كل شخص بإمكانه إرسال مندوبين عنه، موضحاً أن المؤتمر يهدف إلى المساعدة في إرساء الثقة بين الأفرقاء اللبنانيين، وسيديره وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير «من دون أن يفرض المواضيع» التي ستبحث.
وعن زيارتيه إلى الولايات المتحدة وإيران، قال كوسران: «كان الاستقبال في مختلف لقاءاتي إيجابياً بشكل عام، وحيثما ذهبت كانت هناك نية للحوار وإعادة إرساء الثقة».

نهر البارد

من جهة أخرى، أفاد مصدر عسكري أن الجيش واصل، أمس، عملياته في مخيم نهر البارد، حيث يتحصن منذ ستة أسابيع مقاتلو «فتح الإسلام». وبعد اشتباكات عنيفة طيلة نهار أمس، سقط فيها ثلاثة جرحى للجيش، سمع مساءً إطلاق نار كثيف في محيط المخيم. وقال متحدث باسم الجيش لوكالة «فرانس برس» إن مسلحين «حاولوا التقدم في اتجاه مبان قريبة من محيط المخيم لإطلاق النار على الجنود، فردت مدفعية الجيش بالقصف لإجبارهم على التراجع وإسكات القناصة». وكانت قد سمعت خلال النهار رشقات متفرقة من أسلحة رشاشة.