بعد أقل من يومين على تحذير التقدير الاستخباري الإسرائيلي السنوي من أرجحية اشتعال الوضع على جبهة لبنان مجدّداً، سرّبت جهات أمنية إسرائيلية، أمس، خلاصات تقارير استخبارية وصلتها تفيد باستكمال حزب الله جهوزيته القتالية تحسباً لاحتمال كهذا، وتؤكّد سعيه إلى تنفيذ عملية رداً على اغتيال القيادي عماد مغنية «عندما تسنح له الفرصة».ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن «حزب الله أنهى استعداداته العسكرية والعملياتية لمواجهة إسرائيل مجدداً»، مشيرة إلى أن «هذه المعطيات يمكن أن تفسر عدم مسارعة الجيش الإسرائيلي إلى فتح جبهة واسعة في قطاع غزة».
وقالت «يديعوت» إنه «في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار جنوباً إلى صواريخ القسام وصواريخ الغراد التي تسقط على النقب الغربي وعسقلان، يبدو أن أكثر ما يقلق المؤسسة الأمنية هو القطاع الشمالي». وأضافت أن «استعدادات حزب الله تعزّز تقدير الاستخبارات الأخير الذي أشار إلى أن المواجهة في الشمال أقرب من المواجهة الواسعة في قطاع غزة».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قولها إن «عناصر حزب الله يراقبون تحركات الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية بدقّة، ووضعوا عشرات الخطط لمواجهة اللحظة التي تعمد إسرائيل فيها إلى العمل ضد حزب الله»، مشيرة إلى أن «المسألة تتعلق بخطط (لمواجهة) عمليات في جنوب لبنان وفي (سهل) البقاع» أيضاً.
وتقدر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أيضا أن «حزب الله قرر تنفيذ عملية، في أول فرصة تتاح أمامه، رداً على اغتيال عماد مغنية، رغم أنه لا دليل على أن إسرائيل هي من قامت باغتياله».
وحول الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة سيناريو التصعيد، نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن «الجيش يستعد لاحتمال كهذا، لكن بشكل مغاير للاستعدادات التي كانت قائمة عشية حرب لبنان الثانية، فقد أجرى الجيش تدريبات مختلفة للوحدات النظامية والاحتياط، إضافة إلى خطط عملياتية ملائمة لحرب في القطاع الشمالي».
وفي إطار تعليقه على التقرير الاستخباري الذي وصف بأنه «الأكثر سوداوية»، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن «التقدير يرسم صورة شاملة للتهديدات التي تحدق بإسرائيل، من القدس وحتى إيران». وأضاف، خلال زيارة مساء أول من أمس إلى المعهد الديني اليهودي «مركاز هراف» الذي كان مسرحاً للعملية الفدائية الخميس الماضي: «يجب النظر بواقعية وعدم الغرق في الأوهام والاستعداد أمام التهديدات الفعلية التي تواجهنا».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس، أن باراك أجرى في الأيام الأخيرة مشاورات مع الحاخام عوفاديا يوسف في إمكان إعلان وفاة الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر. وأضافت أن هذا «الأمر حصل قبل أسبوعين في منزل المرشد الروحي لحركة شاس في القدس المحتلة». وأشارت إلى أن «المطلعين على هذا الموضوع يتهربون، في هذه الفترة، من الإجابة عن الموضوع رسمياً، إلا أن مصادر رفيعة في شاس تصر على أن الموضوع كان أساسياً بين الحاخام وباراك».
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن «النقاش بين الرجلين أفضى إلى عدم وجود ما يكفي من الأدلة لإبلاغ عائلتي الجنديين أي إعلان جديد». وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار باراك للزعيم الروحي لـ«شاس» لم يكن صدفة، وخصوصاً أنه خبير في هذا الموضوع وتحديد حالات الموت في حال الحرب وبخصوص الحكم الشرعي لـ«المعلق»، أي من فقد زوجه ولا يعرف مصيره. وتعود خبرته في هذا المجال لكونه كان الحاخام الأكبر لإسرائيل خلال حرب تشرين الأول عام 1973.