أكّد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، أمس أن حركته تقبل دولة على حدود عام 1967 واتفاق سلام يوافق عليه الشعب الفلسطيني، لكنها لن تعترف بإسرئيل، وذلك في رد على مقترحات الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لجهة السلام والتهدئة وتبادل الأسرى. وقال مشعل، في مؤتمر صحافي عقدهُ في وزارة الإعلام السوريّة في دمشق، إن «حماس تتعهد باحترام أي قرار يوافق عليه الشعب الفلسطيني سواء عبر استفتاء للرأي أو انتخاب أو عبر مجلس وطني جديد ينتخب وفق آليات متفق عليها»، مؤكداً أن «حماس ملتزمة بما ألزمت نفسها به». لكنه شدّد على أنه «لا يمكن الذهاب إلى استفتاء ومجلس وطني من دون المصالحة الوطنية، لذلك عندما تتوفر المصالحة، فإن حماس تلتزم بالموافقة على أي عملية سلام، سواء عبر استفتاء أو مجلس وطني منتخب وفق الآليات المتفق عليها بين حماس وفتح وأطراف أخرى».وأضاف مشعل «لقد أبلغت حماس كارتر استعدادها لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس بلا مستوطنات على حدود الرابع من حزيران 1967 مع حق العودة كاملاً، لكن من دون الاعتراف بإسرائيل، وقد عرضنا هدنة لمدة عشر سنوات بعد أن تنسحب إسرائيل كبديل عن الاعتراف».
وأشار مشعل إلى أن «كارتر قدّم عرضاً بأن نوقف إطلاق الصواريخ من طرف واحد لمدة 30 يوماً للوصول إلى التهدئة. لكننا اعتذرنا عن التوقف من طرف واحد». أما في ما يتعلق بقضيّة تبادل الأسرى، فشدّد مشعل على أن الحركة عرضت تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلى مصر بعد إطلاق أسرى في قائمة تضم 71 اسماً إلى جانب الوزراء والنواب المختطفين والأطفال والنساء، على أن تتابع المفاوضات بطريقة غير مباشرة حتى يصل العدد إلى ألف». وأوضح أن الحركة وافقت على طلب كارتر السماح لشاليط بكتابة رسالة إلى أهله.
وقال مشعل إن قبول «حماس» بالمبادرة المصرية للتهدئة في قطاع غزة هو من باب حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني، مؤكّداً أن «التهدئة هي أسلوب في إدارة المقاومة وليست بعيدة عنها»، إلا أنه لم يعلن موقفاً رسميّاً من المقترحات المصريّة الجديدة للتهدئة.
وأكد مشعل أنه «لا مبادرات جديدة بشأن المصالحة الفلسطينية. آخر المبادرات كانت مبادرة صنعاء، وقد أجهضت بفعل التدخل الإسرائيلي والأميركي وفريق من الرئاسة الفلسطينية الذي يرى مصالحه في الانقسام».
وكان إعلان كارتر قبول «حماس» لاتفاق السلام بعد الاستفتاء قد أثار إرباكاً في الحركة الإسلامية حيث تباينت التفسيرات. وفيما أعلن رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية أن الاستفتاء «في إطار وثيقة الوفاق الوطني»، قال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يشاركوا فيه، مشيراً إلى أن «حماس» قد ترى أن أي دولة فلسطينية تعلن في المستقبل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة دولة «انتقالية».