هو مشروع أطلق في شباط 2016، ضمن برنامج «Erasmus plus» المموّل من الاتحاد الأوروبي، لتمهين التعليم الجامعي، عبر وضع إطار لبناني للمعايير المهنية للتعليم ودعم التعلم، وقد أُعدّت في هذا الإطار وثيقة توجيهية مفصّلة للأساتذة الجامعيين، جرى تبنّيها من قبل المديرية العامة للتعليم العالي في وزارة التربية. الهدف الثاني كان إنشاء مراكز للتميّز في التعليم الجامعي في المؤسسات الشريكة في المشروع، وهي ثماني جامعات لبنانية، فضلاً عن إعداد خبراء ومنحهم شهادات التميز في التعليم، وهذه المرحلة لا تزال قيد الإنجاز، إذ ينتظر أن ينال الأستاذ شهادة في التعليم إضافة إلى شهادة الدكتوراه التي يحملها (Post graduate teaching certificate)، على أن تصّدق عليها مديرية التعليم العالي.
فكرة المشروع
أما الجامعات الشريكة فهي: جامعة روح القدس الكسليك (منسّقة المشروع)، الجامعة اللبنانية، جامعة بيروت العربية، جامعة البلمند، الجامعة اللبنانية ـ الأميركية، جامعة الجنان، جامعة العائلة المقدسة، جامعة المدينة (المنار سابقاً). ويضم المشروع أيضاً مؤسسات وجامعات أوروبية مثل جامعة روهامبتون في المملكة المتحدة، جامعة كارلسروه في ألمانيا، جامعة كلود برنارد ليون ـ1 في فرنسا، مؤسسة إيفالاغ في ألمانيا، وجمعية تطوير التعليم والموظفين في المملكة المتحدة.
وبحسب وكيل الشؤون الأكاديمية في جامعة روح القدس الكسليك، جورج يحشوشي، فإن فكرة المشروع انطلقت من كون مهنة التعليم شهدت تغيّرات جذرية، لا سيما بعد دخول التكنولوجيا مختلف الاختصاصات التعليمية، وتنوع «بروفايلات» الطلاب واحتياجاتهم، وتبدل سياسات الاهتمام بهم، والحاجة لتطوير كفاءات الأستاذ، وخلق حوافز دائمة لهم.
تدريب الأستاذ الجامعي على تصميم مادته ومحاكاة حاجات طلابه


ويوضح يحشوشي «نطمح إلى أن يخضع الأستاذ لسنة إعداد كاملة قبل أن يبدأ بالتعليم على غرار ما يحصل في الدول الأوروبية والأميركية»، مشيراً إلى أننا «اخترنا مجموعة من 30 أستاذاً من الجامعات الثماني وتم تدريبهم في جامعة كمبردج البريطانبة. بعدها وُضع إطار المعايير المهنية الذي تبنّته المديرية العامة للتعليم العالي وجرى نشره بثلاث لغات:
الإنكليزية والفرنسية والعربية على موقع (etaleb.org). ويجري تطوير تطبيق (application) على الهاتف الخلوي.

التكنولوجيا تحكم
ووفق يحشوشي، سيكون هؤلاء الأساتذة الـ30 الخبراء الذين سيدرّبون الأساتذة في مراكز التميز التي افتُتحت في كل الجامعات المشاركة حيث ستنظّم باستمرار دورات تدريبية في كلّ المواد، وذلك بحسب حاجة كل جامعة وهويتها ورسالتها. ويجري التركيز على المحاكاة (simulation)، لا سيما في الاختصاصات الطبية. ومعروف أن «المحاكاة» هي طريقة تعليمية مبتكرة للمتخصصين في الرعاية الصحية تعتمد على استخدام دمى مطاطيّة يمكن التحكّم بمؤشراتها الحيويّة، مثل نبضات القلب ونسبة الأوكسيجين وضغط الدمّ وغيرها، بواسطة الكومبيوتر. ويتعرض الطالب لوقائع مشابهة للحقيقة قبل التدرب في المستشفى على المرضى الحقيقيين. وهو مسار ثابت باتت تنتهجه معظم جامعات العالم، بعدما أظهرت الدراسات العالمية قدرة هذا النظام على إعداد الطلّاب لعلاج المرضى في الحياة الواقعيّة، والحدّ من المضاعفات الصحية الناتجة من الأخطاء الطبية.
كذلك يتدرب الأستاذ، بحسب يحشوشي، على كيفية تصميم المادة التي يدرّسها ووضع هيكلية لبرنامجه بما يتناسب مع اهتمامات طلابه وحاجاتهم. وسيجري تطبيق فلسفة التقييم الذاتي، إذ يقيَّم الأستاذ من زملائه الأساتذة ومن طلابه.

الجامعة اللبنانية حاضرة
وفي الجامعة اللبنانية، انخرطت كليات التربية والهندسة والصيدلة في المشروع وشاركت في جميع مراحله. وقد احتضنت كلية التربية المركز تحت اسم «مركز التميز التربوي الجامعي لتطوير القدرات في الجامعة اللبنانية». وهو يرمي إلى المساهمة في تأمين خدمات التطوير المهني المستدام للجسم التعليمي الجامعي من داخل الجامعة اللبنانية ومن خارجها.
ويلفت رئيس الجامعة، فؤاد أيوب، إلى أن إنشاء المركز يعطي لمفهوم التعلّم مدى الحياة كلَّ معانيه وأبعاده، ويُقرّ بأن التعليم مهنة بكل أبعادها لها شروطها وقواعدها ونظرياتها وممارساتها الخاصةُ بها، مؤكداً مساهمة هذا المركز في إطلاق ديناميكية تربوية جديدة بين مختلف مكوِّناتِ الجسم التعليمي، ما سينعكس منفعةً على الطلاب ونِتاجهم التعلّمي.