منذ متى ونحن نضحك في هذا البلد - المركب السكران؟ حين انفجرت الأزمة في وجهنا منذ بضع سنين استفقنا مذهولين، من دون أن يدري معظمنا ما الأمر. في حالات كهذه تستيقظ لدى الفرد مراجعةٌ ومحاسبة للذات الفردية والجماعية. وأولى فضائحنا المكتشفة؛ جهلنا بالواقع اللبنانيّ الملغوم، الواقع الاقتصاديّ خصوصاً، الذي باغتنا.تحضرك في لحظة محاسبة الذات كلُّ أخطائك، سهواتك، استسهالك كثيراً من الأمور. وتنظر إلى جهالاتك التي لا تغتفَر، لتصبح الأمور المعتادة موضع تهمة، كالتنكيت الذي يسِمنا نحن اللبنانيين.
تستحضر من ثمّ، في خضمّ محاسبتك، كلّ برامج الإضحاك التي قطعت منذ تسعينيات القرن، أي بالتزامن مع بناء الهيكل اللعين ليسرقه بانوه... وتستحضر نكاتنا جميعاً؛ كيف «ننكّت على الوضع»، نكات الشوفير، والموظف الحكوميّ والكلّ... كيف كنّا نغطي جهلنا واستلابنا البيّن أو الموارب وغبننا بالكلمات؟ بالنكات؟ بالهرب منّا، من مواجهة حقيقة ستكبر وتنمو كثعبان سيبتلع المدينة ضربة واحدة؟

«جوكر» (2020) للفنان الألماني ماكسيم فومينكو

تؤلم جدّاً تلك النكات التي كان يحفظها الناس من برامج الهرطقة التي لا طائل منها، ثم تتداوَلها لحشو أوقات الأيّام التي تمرّ فيها ثعابين خفيّة من تحت الأرجل والمرافق من دون أيّ استشعار. كأنه يتمّ إضحاكنا وزكزكتنا كي نظلّ غافين فيُؤجَل استيقاظنا.
وكأيّ مجتمع، إثبات الذات وتعزيز شعور معنويّ بالقوّة أو الانتصار هو أحد أسباب إطلاق النكات. ذلك السلاح يشبه عدوى التسلّح ما دام فعّالاً، ويصبح التمرّن عليه واجباً مقدّساً لحماية الذات وسط الجمع المسلّح بالنكتة. وكلّ تلك الجلبة الكلامية بقعقعة أسلحتها ملهاةٌ من ملاهينا الكثيرة. يهيأ أنه كلّما ضاقت رقعة إرادتك وفعلك ارتفعتَ نحو المناطق النظرية منك، فاستعضت بالكلام عمّا لم تقدر عليه فعلاً. لذلك لأنّا كُبّلنا وحبسنا في أطر لا عدّ لها ولا حصر، منها أننا جُعِلنا في نظام غير منتِج، لذا صار إنتاجنا نظريّاً فنّياً كالنكتة. أصبحنا شعباً أقرب إلى الفنّان الحالم الهارب منه إلى الثائر الواعي، ونظريّاً أكثر من كونه عملياً، ولم يحرّرنا اقتتالُنا بل مسخَنا.
لكن ما هي النكتة؟ يقول كُثر بأنّ «فصفصة» بعض الأمور كالموسيقى والنِكات مملّ لا طائل منه. لكن لا بأس أن نضيء بمصباح على ما يبدو أنه قابل للنظر، بما أنّنا أولو نظر وآراء. فما هي النكتة في جوهرها؟
يُهيَأ لنا أنّ جوهر النكتة هو المفارقة والاختلاف؛ نتوء فارق ومغايرة فادحة في سياق ما. مثلاً، إن جاء المدير بثياب الغطس والبالمات إلى الدوام ثمّ دعا الموظفين إلى اجتماع وشرب من أكواريوم السمكة بحماسة، فليس في تلك المفارقة ما يخيف بل ما يدعو إلى الضحك، إذ شكل هذه المفارقة (مخالفة المدير لعُرف المدير) ومادّتها أو مضمونها (اختلال المدير أو سكره أو تصابيه) لا تمثّل تهديداً. لقد أضحكتنا المفارقة هذه: أنّ المدير لم يعد مديراً وهو مدير في الوقت نفسه. هذا الاختلال غير كامل فهو غير مؤذ، وحركة هذا الاختلال نزولية، فقد نزل عن رتبة المدير درجاتٍ كثيرة، مع ذلك بقي مديراً بالاسم. هذا هو التناقض الجوهري لهذه النكتة. العجيب أنّ عقولنا تدرك النكتة من دون إدراك جوهرها إدراكاً عقلياً تامّاً بل حدساً. ولعلّ ذلك راجع إلى طبيعة تركيبة الوجود وطبيعة معرفتنا الحدسية؛ أنّ الظاهر يعكس الباطن، إذ الحياة تصبح انطباعاتٍ سريعةً ونوعاً من الحدس مهما أبطأ العقل في الفهم «التامّ» لما يجري حوله. فنحن أدركنا المفارقة والضدّية في اتساق البقر حدساً لا عقلاً تماماً، وضحكنا من دون أن ندرك جوهرَ ما أضحكنا، بل أضحكَنا مظهرُ هذا الجوهر وتمثّله.
لكنّ انكسار النافذة في دوام العمل فجأة، وهو حدثٌ مناقض للسياق، لا يُضحك رغم أنه مفارقة. فموضوع المفارقة الخطرة هنا هو ما يمنع من الضحك. أو بمعنى آخر، درجة انحراف المفارقة عن السياق الطبيعي شديدة. إذاً لا تكفي المفارقة فحسب لصناعة نكتة. كأنّ النكتة لتكون نكتة لا بدّ من خروجها عن السياق، ولا بدّ أن تكون درجة هذا الخروج غير منحرفة بدرجة كبيرة، وإلّا أصبحت سلبيّة مهدِّدة.
فقد نعرّف النكتة بأنّها اختلالٌ في النظام (العقل) صعوداً أو هبوطاً، اختلالاً غيرَ مؤذٍ أو مهدِّد، أو إظهار اختلال ما أو مفارقة. وليس في تعريفنا هذا كثير جدّة، فالعقّاد في جحا الضاحك المضحك يعرّفها: «وهنا نذكر أيضاً أن النكتة وسيلة لإظهار الخلل المنطقي»، و«عند أرسطو أنّ المضحك ضرب من الدميم أو المشوّه لا يبلغ درجة الإيلام أو الإيذاء» (المصدر ذاته).
قد تمثّل النكات التي أطلقها زياد الرحباني الجزء المتعلّق بإظهار الاختلال أو المفارقة. إنّ أصل نكتته العقل، ملاحظة الفروق وجمعها معاً وإظهارها. العقل الذي يجمع الأضداد هو عقل ناضج جامع للمسألة برمّتها، إذ رمّتها طرفاها النقيضان. هكذا أضحكتنا نكات زياد بنحو مغاير، بنحو عقليّ محض من خلال إظهار المفارقات التي لا ينتبه إليها من يقيم في أحد طرفيها. وإظهار هذه المفارقات والاختلالات مفيد جداً، لأنّ موضوعها أخلاقيّ أو سلوكيّ اجتماعيّ، فهي نوع من نقد تصحيحيّ. هكذا يُعجَب الناس بمن يكشفهم، من دون أن يكون ذلك مدعاةً حقيقية للتغيير. وتصبح النكتة هذه مطلباً، لأنّها «نكتة قويّة» وسبب قوّتها اتصافها بمصدر قويّ شديد هو العقل. إنها عقل يلبس ضحكة، فإن نزعت المضحك أو النكتة منها بقي العقل جوهرها الذي كشف الخلل، الخلل المبكي أحياناً، وقادت إلى نقد يصحّح الخلل.
لكن لمَ يضحكنا الطفل مثلاً؟ وجوده ذاته. انبثاقه من نطفة. إنّ الطفل مفارقة واضحة كاملة. تضحك كينونته موجوداً وقد داس خطّ الإمكان الفاصل، «فكانَ» منتصراً على العدم بين احتمالات كثيرة إلّاه. كذلك تضحك المفارقة في المسافة الزمانية الشاسعة بينك وبينه: لقد أمعنتَ في الوجود فيما هو قادم للتوّ من العدم طازجاً يحمل رائحة يد الصانع فيه. كذلك الفارق الكبير المحدوس لا المدرَك بوضوح بين نقاء روحه وشفافها وبين انكدار روحك. الفارق بين فراغه وثقلك، بين جهله ومعرفتك، مضافاً إلى ذلك أنه صورة من صورك، تذكرةٌ بك في وقت سابق. وتخلخلك تلك المفارقة: اعتبار أنك تصحيحه واكتماله ومَن يجب أن يكونه، فيما هو أنقى وأطهر منك بل هو دواءٌ لك، فمَن أكملُ ممَن!؟ وفي هذا كلّه أضداد حصلت لك حدساً فأضحكتك. يُضحك تناسب جهالاته مع نعومته، والنفس ترتاح للمتآلف: يتآلف الجهل والخطأ مع الطفل.
في نصّ لسلافوي جيجيك «تسع نكات»، يشير إلى أنّ النكتة ««جماعية»، مُغفلة ‏(anonymous)‎، من دون مؤلّف، تظهرُ فجأة ‏أمامنا قادمةً من لا مكان»، فـ «النكاتُ تُقال»، وهي دائماً سبق أن «سُمِعَت من قبل» (ترجمة وليم العوطة). ويشير إلى أنّ غموضها وكونها بلا مؤلِّف هو ما يعطي فرادتها. وبهذا يُخرج جيجيك النكتة وهي أشبه ما تكون بالصنعة أو البطولة، يخرجها من البطولة الفرديّة لصانعها لتندرج ضمن القوّة التوليدية للّغة.
ونجد في الأدبيات الغربية الحديثة ثلاث نظريات أساسيّة عن الضحك؛ نظرية التفوّق أو السيطرة (superiority theory) ومن أعلامها أفلاطون، أرسطو وتوماس هوبز، ومختصرها شعور الضاحك بالتفوق على الآخرين أو على نسخة قديمة ناقصة من ذاته. أمّا نظريّة التناقض في المعنى (Incongruity Theory) فتقوم على مباغتة العقل باللامتوقَّع. تُضاف إليهما نظريّة التنفيس (Relief Theory) في القرن التاسع عشر، لدى هربرت سبنسر وسيغموند فرويد. ومفادها التعبير عن المكبوت، تحرير الطاقة كنوع من التشافي، ومن خلالها يكسر الممثّلون الكوميديون والستاند أب التابوهات والمكبوتات.

لكن كيف وجدنا المفارقة في نكتتنا؟
تبدو النكتة في المجتمع اللبناني مفارقةً بين الواقع وبين ما يجب أن يكون، بين ما هو متوقَّع وما هو كائن. وتكمن المفارقة الفادحة في النظام الحياتيّ الذي أوجدناه، أو وجدنا أنفسنا فيه، مقارنةً مع شكل النظام الذي يجب. وليس حصراً النظام المدنيّ، بل الأخلاقي، السلوكيّ والاجتماعيّ، مسائل الالتزام بالوقت والكلمة والقيم، واحترام الحقّ العامّ، ومراعاة حقوق الناس، والرحمة بالضعيف... لا تمثيل ذلك تمثيلاً.
شِبهُ النظام الذي نعيشه وبه نسيّر أمور حياتنا أو «نمشّيها» هو المضحك، ومنه استقينا نكاتنا الكبرى. وبما أنّ النظام هو صنيعتنا، فالنكتة صارت موجّهة صوب ذواتنا. ألم نعش طيلة حياتنا نضحك على حالنا؟ وعلى كيف نحيا حياتنا وتُحلّ مشكلاتنا؟ حتى «فوجئنا» بتلك النكتة حين انفجار الأزمة.
ثم تتجلّى المفارقات الجزئيّة على صعيد اليومي منذ قديم الزمان؛ الأجور، الزحمة، رواتب موظفي القطاع العامّ، البنى التحتية، المواصلات، النظم التعليمية، وصولاً إلى الفساد الإداري، الزبائنيّة، وحتى العقلية.. ومن هذه الأزمات - الأخطاء تنشأ مفارقاتها التي تُنتج نكاتِنا - الحلول! تنتج النكات هذه كمسدسات من ورق نحو النظام الضخم «الأكبر منا» غير المكترِث.
وكمنت المفارقة كذلك في اختلاف لهجاتنا وأساليب عيشنا، بين منطقة وأخرى، اختلافاً كافياً للتنبيه إلى هذا الاختلاف، ونضحكه، كلٌّ من جهته.
والضحك يقتضي بداهةً طرفين، فمجرد أن تضحك على شيء معناه أنك وقفت في طرف لتصدر حكمك أو نكتتك على الموضوع في الطرف الآخر، فهو خارجي منفصل عنك حتى وإن كان معنوياً أو نفسياً، وأقلّه تتمايز عنه وعلى الأكثر تنكره. فهل وقوفنا ضاحكين على حياتنا في طرف يعكس انفصالَنا عنها، أم اتضاح رؤيتنا لبعض مشكلاتنا ومع هذا لم نحرك ساكناً؟ لقد بدا ضحكنا هذا موقفاً ضمنياً من الاعتراض أو الإنكار أو التشخيص لكن من دون حيلة. هكذا كبرت نكاتنا وصارت غيمة كبيرة فوق رأس البلد، وفيها رجل مستلقٍ على أريكة يتداعى تداعياً فرويدياً. صارت دخان المكبوت والمؤلم والمزعج في الأحلام الذي نفثناه طيلة عقود...
وما عزّز لا حقيقية حياتنا أننا رعايا الطوائف، أبناء مناطقنا وبيوتنا التي يبدو أننا لم نخرج منها، لا أبناء دولتنا أو بلدنا. دولتنا التي لم نصنعها، لم نتعب في صنعها، فقد بدا بمعنى ما أنها ليست لنا. وانفصالنا يعززه سبب آخر هو عدم أهليّتنا كمواطنين وعدم تناسب وعينا مع وعي المسؤول الثعلب، فبدونا قاصرين عن نقد النظام بنحو علميّ وعن نقد حياتنا حقاً وعن الانتباه لظلال بدلات تهرّب الملايين، آتين قبل هذا من حروب أرعبتنا حتى صرنا مستعدّين لفعل أيّ شيء أو عدم فعل شيء كي لا تتكرر المآسي. بذلك صقلنا سلاحَنا الكلامي.

التفوّق، والتنكيت على الذات
ونكتتنا تفوّق على الآخر وتفوّقٌ على الذات، فالنَكّات هو ساحر القوم ومطلوبهم، وهو الذي يوزّع عطاياه المجلوبة من أبّهة الخيال ومداهي (جمع مدهاة موضع الدهاء) العقل المتمرّس طويلاً، حتى فُتحَت طرقُه لضمّ النقائض وفلش مسرحيات مضحكة مبكية وتعليق ضحايا وجلدهم بسياط الألسن وإعمال المَقاتلِ كلِّها. هذا كلُّه له أَجرٌ وثمن هو مكانة النكّات وتنصيبه بدل شاعر القبيلة على منصّة متخيّلة، ولعلّه قد أخذ موقع القاصّ كذلك، إذ إنّ في نكتته قصّة.
لقد وجّه النكّاتون في مجتمعنا نكاتهم صوب الآخر حصراً لا صوب الذات. نادراً ما رأيت شخصاً ينكّت بحرّية على ذاته. هذه الحرية تجدها في المجتمعات إما البسيطة وإما المتحرّرة. هي رتبة من تقبّل الذات ومحبّتها وإعلان عيوبها، وإذاً عدم الخوف من أزماتها، وعدم أَمْثَلَتِها، وعدم رفعها على أبّهة متخيلة في أبراج عاجيّة محاطة بشيء من تكبّر تجده لدى من هم في خوف. بل هي بإخراجها عيوبها نكاتاً تحاول أن تتعافى.
إنّ تنكيتنا تهمة استباقية نحو الآخر لرفع التهمة عن الذات أو حرف الأنظار عنها. والهجوم الاستباقيّ هذا، الذي يبدأ من سنّ المدرسة حتى آخر العمر، حماية للذات الهشّة التي لا تحتمل أن يصيبها الهواء لما قاسته، وهرب منها... من أمكنتها المعتمة التي لم تُناقَش ولم تُظهَر بل بقيت دفينة خبيئة في الوقت نفسه، إذ من هو صاحب الوعي وصاحب الطِبّ الذي يعامل نفسه وأهله بهذا الاهتمام والجسارة والتَنوُّر؟ لذا طوّرَت الذات آلية دفاع من خلال الهجوم. إنها تهجم وتهاجم بنكاتها كي تضمن قوّة ما في عين الجَمع. لكن خلف حراب النكات ومسنّناتها وألسنتها الساطية ما الذي يكمن؟ يكمن خوف من مساحاتها العمياء، مشوب بانتقام وانتصار لها.
بدت قدرة من ينكت على النظام والأشياء هو الفذّ البطل، هكذا يصبح من يعرّي الواقع المرّ أكان برنامجاً أو أم أحداً في المقهى شجاعاً لأنه يشبع لدى المواطن المأكول الحق المغلوب على أمره، شعوراً كاذباً بالانتقام له، ومع ذلك فهو كافٍ ما دامت القدرة تسمح به.
بدت نكتتنا تلك الغيمة الكبيرة فوق رؤوسنا، موصولة إلى دخان صاعد من الرؤوس والألسن، حاملة عبق المكبوت الشخصيّ، الديني، الاجتماعي، الخوف من الآخر الذي ينام بجوارك في العنبر الجميل المُسكِر هذا. وكبرت الغيمة حاملة همّ الأزمة المعيشية، الكبت السلطوي، أكان الديني، العرفي... وهم تحرر الذات من شتى القيود. وبدت فيها صور الاحتراب بين الذات والآخر بين الطوائف والمناطق، وبين الفرد والجمع للتفرد والتميز، نوعاً من قتل الخوف من أيّ شكل سلطة، والخوف من الآخر ومحاولة التفوّق عليه.
كأنّ حرباً رديفة نشبت بعد اقتتالنا البغيض، حرباً كلامية تتنقّل بين ثالوث نفسي فرويدي تنفيسيّ، وهوبزي فوقيّ متعالٍ للحفاظ على الذات أو حمايتها والانتصار على الآخر، وبين آخر أطراف ثالوث الضحك؛ المفاجَأة، التي تؤصّلت لها نظرية التناقض. ونظرية التناقض (Incongruity) أساسها عقليّ حدسيّ، لا نفسيّ كطرفي المثلث السابقين. إنّها تؤصّل للفنان في مقابل مريض العظمة المتعالي، أو المكبوت المتشافي بالنكات. هكذا بناءً على هذه النظريات الثلاث يمكن استخلاص شخصيات نفسية ومبدعة في مجتمعنا. ومن ثم يمكن لأيّ منا أن يتعرّف ذاته بناءً على نوعية نكاته. فتودي المسألة إلى معرفة الذات والحملقة في تجاويفها المعتمة.