بدا أن السيسي تجاهل بشكل متعمّد الحديث عن أي تصورات بشأن حل الأزمة الاقتصادية
ورغم تأكيد السيسي في كلمته على التوسع في برامج الحماية الاجتماعية، بدا أنه تجاهل بشكل متعمّد الحديث عن أي تصورات بشأن حل الأزمة الاقتصادية، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات التي تؤكد استمرار تصاعد معدلات التضخم وتراجع النمو الاقتصادي بصورة ملحوظة. وإذ تحدّث السيسي عن تبني اقتصاد صلب لديه مرونة في التعامل مع الأزمات، ظهر واضحاً تشديده على تعزيز دور القطاع الخاص وتحقيق شراكة معه، معتبراً أنه أساسي في عملية التنمية، في إشارة إلى تراجع دور الجيش الذي يشرف ويدير العاصمة الإدارية الجديدة. وخلافاً لما جرى الاتفاق عليه مع «صندوق النقد الدولي»، تعهّد السيسي بالاستمرار في إنشاء المدن الجديدة والتوسع في المشاريع التنموية التي يجري تنفيذها، فيما تجاهل مقاطعات عدد من النواب الداعمين له برفع أصواتهم خلال حديثه، كما تجنّب الحديث إلى وسائل الإعلام بعد أداء اليمين.
واللافت في متابعة فعاليات يوم التنصيب، هو حالة الارتباك التي سادت في أروقة الدولة، على رغم أن ترتيبات هذا اليوم محددة منذ شهور، وهو أمر يعزوه مراقبون إلى عدم القدرة على معرفة ردة فعل المواطنين على تنصيب السيسي رئيساً مرة أخرى، في ظل موجة غلاء غير مسبوقة، لم تفلح الإجراءات الحكومية في الحد منها حتى الآن. وعلى هذه الخلفية، تجوّل موكب السيسي في العاصمة الإدارية لاستعراض العملية الإنشائية الجارية في عدة مشاريع مختلفة، فيما ظهر واضحاً تجنّب الإفراط في الأجواء الاحتفالية بالرئيس الذي دعا منافسيه في الانتخابات إلى حضور مراسم أداء اليمين من شرفة المجلس، والتي رافقته فيها زوجته وابنته آية. ورغم الاحتفالات الإلكترونية لأنصار السيسي وعملية التحشيد التي سبقت التنصيب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبعت تكثيف المحتوى الإعلامي الذي يجري بثّه عن حصاد إنجازات الرئيس، إلا أن حالة العزوف الجماهيري عن متابعة نشاط الجنرال كانت واضحة أمس، فيما انتشر فيديو لمواطن مصري يرد فيه على السيسي وأنصاره بالقول: «إنجازات إيه! فين هي دي الإنجازات؟ الناس مش لاقية تاكل».