بعد تصريحاته الجدليّة حول معدلات السمنة في مصر وضرورة إنقاص المواطنين أوزانهم، وأخرى تطلب منهم التقشّف في وجبات الطعام في ظلّ الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وعد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، المواطنين، يوم أمس، بتمكينهم من تناول طعام «أورغانيك» (عضوي) من إنتاج الجيش، حتى لا يظلّ هذا الطعام حكراً على الأغنياء، وفق تعبير السيسي.
«نجري مع بعض»
أطلق السيسي هذا الوعد خلال افتتاح محطة للصوب الزراعية (الخيم الزراعية)، أنشأتها الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة للجيش في مدينة العاشر من رمضان شمال شرقي القاهرة، وهي جزء من المرحلة الأولى لمشروع قومي يستهدف إنشاء 100 ألف فدان (الفدان = 4200 متر مربع) من هذه الخيم في مناطق عدة.
وقال السيسي في كلمة على هامش افتتاح المحطة التي تضم 600 صوبة زراعية على مساحة 2500 فدان «إحنا كنّا دايماً يقولك في السوبر ماركت الكبير... ده أورغانيك، يعني الناس تاكل أورغانيك والمصريين مياكلوش أورغانيك ولا إيه؟ يعني اللّي معاه فلوس ياكل أورغانيك... والمصريين الباقيين مياكلوش؟». وأضاف: «لأ، إن شاء الله كله هيبقى كده، بس انتم إجروا معانا ونجري مع بعض عشان اللي تحقّق النهاردة، بكل تواضع، أمر يسعد ويشرف».
وكان الرئيس المصري قد دعا المصريين قبل أسبوع إلى تخفيض أوزانهم ومكافحة السمنة الزائدة، ما مثّل مادّة تندّر للمواطنين الذي وضعوا هذه الدعوة في سياق خطابات السيسي حول ضرورة التقشّف. ويعيش ما يقرب من 30 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم حالياً 98 مليون نسمة تحت خط الفقر، ويعيش ملايين آخرين بالقرب منه، وقد زادت الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي يدعمها صندوق النقد الدولي من معاناتهم خلال العامين الماضيين.
محطة العاشر من رمضان التي تضم أيضاً محطة فرز وتعبئة وتغليف وثلاجات للحفظ والتبريد، هي جزء من المرحلة الأولى للمشروع القومي والتي تشمل 7100 صوبة زراعية على مساحة 34 ألف فدان في خمس مناطق. وكان السيسي قد أعلن تدشين المشروع قبل عشرة أشهر.

ترشيد استهلاك المياة بـ80%
من جهته، قال اللواء مصطفى أمين، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وهو الجهاز الذي تتبعه العديد من شركات الجيش ومن بينها الشركة الوطنية للزراعات المحمية، إنّ مصر ستصبح ثاني أكبر دولة في العالم في مجال زراعة الصوب بعد اكتمال إقامة المئة ألف فدان، من دون أن يذكر القيمة الإجمالية للمشروع، أو يحدّد موعداً لاكتماله.
وقال أمين إنّ المشروع يهدف إلى زيادة إنتاجية وجودة الخضروات والفواكه وخفض أسعارها وترشيد استهلاك المياه بالإضافة إلى توفير فرص عمل. وأضاف أنّ المخطّط يقتضي بأن تحقّق المرحلة الأولى، بعد اكتمالها، إنتاجية تُقدَّر بنحو 1.5 مليون طنّ سنوياً من الخضار والفاكهة، تعادل إنتاجية أكثر من 150 ألف فدان من الزراعات المكشوفة.
وأضاف أنّ الصوب العادية ترشد استهلاك المياه بنسبة 40 في المئة، مقارنة بما تستهلكه نفس المساحة من الأراضي العادية مع مضاعفة الإنتاج، في حين ترشد الصوب عالية التكنولوجيا استهلاك المياه بنسبة تصل إلى نحو 80 في المئة مع زيادة الإنتاج لأربعة أمثال.
ويبلغ إجمالي موارد المياه العذبة المتاحة في مصر حالياً، بحسب أمين، نحو 77 مليار متر مكعّب سنوياً تمثّل نسبة مياه النيل 72 في المئة منها، فيما تمثّل المياه الناتجة عن تدوير الصرف الزراعي نسبة 16 في المئة.
وأضاف أن الزراعة تستهلك 62.7 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يشكّل نسبة 81.3 في المئة من إجمالي الموارد، في حين يبلغ الاستهلاك المنزلي حوالى 11 مليار متر مكعب سنوياً.
علماً أن مصر تخشى أن يؤثر سدّ النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على حصتها من نهر النيل، وبذلت جهوداً في السنوات القليلة الماضية لتوفير مصادر جديدة للمياه العذبة ولترشيد الاستهلاك.