تقفل مراكز الاقتراع في أنحاء مصر أبوابها عند الساعة التاسعة من مساء اليوم، واضعةً بذلك حدّاً للعملية الانتخابية التي انطلقت صباح أول من أمس الاثنين.عملية فرز الأصوات ستجري اليوم، ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للرئاسيات النتيجة النهائية للانتخابات في 2 نيسان المقبل.
الإقبال كان خجولاً، بحسب رصد مراسل «الأخبار» ووسائل إعلام أجنبية، فيما رأت السلطات الرسمية في مصر أنه كان «مُرضياً». كذلك، غلبت الفئة العمرية الكبيرة على المشاركين، في ظلّ امتناع معظم الشباب عن المشاركة والتصويت للرئيس عبد الفتاح السيسي. «الأخبار» جالت على عدد من مراكز الاقتراع في محافظة القاهرة الكبرى، فلم تجد سوى ناخبين كباراً في السنّ ينتظرون دورهم للتصويت.

«إحنا في حرب»
تهاني أنور (74 عاماً) وزوجها نبيل (76 عاماً) قررا المشاركة في الانتخابات، لكن عدم قدرتهما على الحركة من المنزل لتقدمهما في السنّ دفعهما إلى طلب المساعدة، لا سيما بعد الإعلانات التي بُثت عبر قنوات تلفزيونية عدة لتوفير وسائل مساعدة لكبار السن في عملية الاقتراع.
طلب نبيل من محافظة الجيزة توفير وسيلة انتقال له برفقة زوجته إلى لجنة الانتخاب، فاستجاب لهما المحافظ وخصّص سيارة «ملاكي» (خصوصية) تقلّهما.
تقول تهاني من أمام لجنة مدرسة يوسف جاد في شارع الهرم، «إحنا نزلنا علشان مستقبل البلد، إحنا مش هنعيش قد ما عشنا، بس علشان الشباب والأحفاد، نزلنا علشان نقول إننا مع السيسي وضد الإرهاب».
تضيف تهاني: «إحنا متابعين اللي بيحصل من مشاريع كبيرة في التلفزيون، الشباب اللي زعلان ده ما شافش وقت الحرب الوضع كان ازاي، إحنا في حرب ورغم كده كل حاجة متوفرة، السيسي أنقذ مصر واحنا واقفين معاه».
تواصل «محدش سألني لما طلبت المساعدة هتدي صوتك لمين، بالعكس، ساعدونا من غير ما يسألونا وخلونا نيجي بسهولة جداً وأنا مش عارفة أشكرهم ازاي».




«رفع راسنا قدام العالم»
تقف أم بسنت على باب اللجنة نفسها وتدعو المارة إلى الانتخاب، بينما يظهر على يدها الحبر الفسفوري بعدما أدلت بصوتها.
تقول «أيوه إحنا نزلنا علشان نقول لا للإرهاب، نزلنا علشان نقف جنب بلدنا، إحنا أقوياء جداً، ومعانا رئيس منخافش وإحنا معاه، أيوه السيسي حارق دمهم وإحنا معاه في كل حاجة ومصدقينه انه هيخفض لنا الأسعار».

«تغريم» من لا يشارك

شهد الناخبون يوم أمس، «تنبيهاً» رسمياً من قبل وكالة الأنباء الرسمية، بتفعيل بندٍ قانونيّ ينصّ على إلزام من لا يشارك بالانتخابات بدفع غرامة قيمتها 500 جنيه مصري (28 دولاراً). كذلك، وفي محاولة إضافية لحثّ المواطنين على المشاركة، قررت الهيئة الوطنية للانتخابات، يوم أمس، استمرار التصويت واستقبال الناخبين خلال الفترة التي كانت مقررة لراحة القضاة والمشرفين الآخرين على الاقتراع. وقالت غرفة عمليات مجلس الوزراء، في بيان، إن العملية الانتخابية تسير بشكل منتظم، مشيدة بما وصفته بـ«الإقبال الجيد» من المواطنين. من جهته، قال المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات، محمود الشريف، في مؤتمر صحافي، إن الإقبال على التصويت، خلال ثاني أيام الانتخابات، «جيد ومُرضٍ»، قائلاً إن «كثافة الإقبال أمر مهم جداً (...) ننتظر الكثير من المرأة والشباب».



وعن سبب وقوفها أمام اللجنة برغم تصويتها «أنا صوّتت امبارح الصبح بدري، بس موجودة علشان أشجع الشباب يجي يصوت، إحنا هنا مجموعة من ستات المنطقة موجودين علشان نساعد الناس، وعلى طول بنبقى موجودين في أي انتخابات من زمان». وتتابع حديثها بحماسة: «أيوه إحنا مع الريس السيسي بس مش بنقول للناس تصوتله لأننا فاهمين إننا في صمت انتخابي ومينفعش نعمل دعاية لمرشحين، بس برضه بنقول للناس اختاروا صح، اختاروا اللي رفع راسنا قدام العالم وخلانا النهارده قادرين نعيش، والناس عارفة هو مين كويس».

«ده خلّصنا من مرسي»
خلا مجمع مدارس الشهداء في شارع الهرم والذي يضمّ عدداً من اللجان الانتخابية، من الوافدين للاقتراع. على امتداد أكثر من ساعة رصد، لم يدخل للتصويت سوى أربعة أشخاص فقط، فيما كانت هناك قوة مؤلفة من 15 شخصاً من الجيش والشرطة تحرس المكان.
هناء، السيدة السبعينية التي جاءت لتعطي صوتها للسيسي، تتذمر من ابنتها التي رفضت أن تحذو حذو الأم. ساعدت الابنة والدتها للوصول إلى مركز الاقتراع، لكنها «مش عاوزة تصوت». وتضيف السيدة «هي حرة بس بكرة تندم، وهتعرف قيمة اللي أنا باعمله علشانها».
أما فاطمة السيدة الثمانينية التي تعيش بمفردها بعد وفاة زوجها وزواج ابنها، فقد حرصت على النزول والإدلاء بصوتها في لجنتها الانتخابية في الهرم، لتعطي صوتها للسيسي الذي تراه «منقذ مصر». فاطمة التي صوتت للرئيس المعزول محمد مرسي في انتخابات عام 2012، ثم شاركت في تظاهرات «30 يونيو» ضده، تصف السيسي بـ«البطل» قائلةً «ده خلصنا من مرسي اللي يخرب بيته مكان ما هو موجود، السيسي راجل انتو مش عارفين قيمته، راجل لازم انزل انتخبه، ايه يعني الغلاء احنا شفنا زمان أكتر من كده كتير».