القاهرة | أمس، نقلت قنوات التلفزيون الرسمي المصري والفضائيات وقائع عملية الاقتراع في اليوم الأول من المرحلة الثانية للانتخابات التشريعية الأولى، بعد سقوط حسني مبارك. بينما نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لتجاوزات ومخالفات حدثت خلال النهار الطويل من العملية الانتخابية. اللافت أنّ القنوات والصحف والمواقع الإخبارية اعتمدت فايسبوك وتويتر بوصفهما أسرع طريقة لنشر الأخبار التي تريدها.
التلفزيون المصري استعدّ لهذه المرحلة عبر تجنيد فريق كبير من المراسلين في مختلف المحافظات التي تجرى فيها عمليات الاقتراع. ونافسته بقوة قنوات «الحياة» المملوكة لرئيس «حزب الوفد»، و«دريم»، و«النهار»، وCBC المملوكة لأحد رجال الأعمال، إذ خصصت تلك المحطات مساحات واسعة لتغطية الانتخابات، وألغت برامجها بهدف نقل بث مباشر من أمام اللجان وداخلها في عدد من المحافظات. واستضافت أيضاً محلّلين سياسيين للتعليق على اليوم الانتخابي. وبالطبع، اختلفت التغطية الإخبارية، حسب توجّهات كل محطة. وكشفت تغطية القنوات الخاصة ضعف أداء التلفزيون الرسمي، إذ كانت أكثر حضوراً وانتشاراً وسرعةً في نقل الأخبار والمشاكل التي تواجه الناخبين أثناء عملية الاقتراع، بينما ركزت القنوات الرسمية على الكثافة الكبيرة في المشاركة في الانتخابات، وتجاهلت الأخبار الخاصة بأعمال البلطجة التي قام بها عدد من الناخبين والمرشحين أمام اللجان، والأخطاء الإدارية التي وقعت فيها اللجنة العليا للانتخابات.
وتفاوتت متابعة الانتخابات على شبكات التواصل الاجتماعي، رغم انشغال أغلب النشطاء بقضية الحكم على المدوّن المصري مايكل نبيل بالحبس سنتين، بتهمة «إهانة القوات المسلحة»، والحوار الذي دار بين الناشط علاء عبد الفتاح، الموقوف أمنياً، وزوجته أثناء ترحيله من السجن إلى المحاكمة. مع ذلك، اهتم عدد كبير من النشطاء بالدعوة إلى المشاركة في الاقتراع، واصطحاب الأقارب والأصدقاء، وإقناعهم بأنّ الثورة تستكمل في الصناديق، وأنّ مشاركتهم في الانتخابات هي تكريم للشهداء ووفاء للعهد بالانتقال إلى الحرية والديموقراطية. على الجانب الآخر، برزت وجهات نظر تختلف مع هذا التيار، وترى أنّه لا فائدة من الانتخابات البرلمانية ما دام العسكر في سدة الحكم. واتهمت التيارات الإسلامية بالعمل وفق أجندتها ومصلحتها فقط و«استغلال أغلب المصريين» وحشدهم من أجل التصويت لمصلحتهم في الانتخابات، ورأى هؤلاء أيضاً أن المشاركة في الانتخابات خيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا في الثورة.
وعاودت حملة «امسك فلول» نشاطها على فايسبوك، أمس، محذرةً الناخبين من اختيار المرشحين المنتمين إلى نظام مبارك المخلوع ممن قرّروا خوض الانتخابات البرلمانية، تحت مسمّى «مستقلين»، أو نجحوا في تشكيل أحزاب جديدة تخوض الانتخابات.
إلى ذلك، تابع عدد من المواقع الإخبارية كـ«الدستور الأصلي»، و«التحرير» الانتخابات، لحظةً بلحظة، من دون وضع تفاصيل، ورصدت الانتهاكات التي قام بها عدد من أنصار المرشحين. وعكست تعليقات القراء على المواقع الإخبارية حالة الاستقطاب التي مارستها الأحزاب الإسلامية والمدنية أثناء الدعاية الانتخابية. وفي الوقت الذي اتهم فيه أنصار التيار المدني الإسلاميين «بالتخلف والانغلاق»، كان أنصار التيار الإسلامي يتهمون الآخرين «بمحاربة شرع الله».