أمام اللحظة التاريخيّة الحسّاسة التي تعيشها البحرين، خرج المثقّفون والأدباء في المملكة عن صمتهم. وأصدرت «أسرة الأدباء والكتّاب» أخيراً بياناً أدانت فيه «المجزرة الوحشية التي ارتكبتها آلة النظام في 17 شباط (فبراير) الماضي» وطالبت بمحاسبة المتورّطين فيها. وبعدما أكّدوا حقّ الشعب البحريني في التعبير السلمي، أعربوا عن دعمهم «لكل الوسائل المناسبة والفعالة لإنجاح الحوار الوطني المتوافق مع المطالب الشعبية للمواطنين». وطالب البيان بفضح الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، و«التصدي لكل الأصوات التي تتعالى باسم الطائفية».

وذكّرت «أسرة الأدباء والكتّاب» بالتهميش الذي تعرّض له المثقف البحريني طوال السنوات الماضية، موجهةً النداء إلى «المثقفين الفاعلين في المجتمع البحريني (...) للكشف عن بؤر الفساد الثقافي والسياسي والاجتماعي ومحاربتها». وطالب البيان بإعادة تحديد العناصر والمفاهيم الخاصة بثقافة البحرين الوطنية، أمام ما تعرّضت له الحركة الثقافية في بلادهم «من تشويه نتيجة عدم قيام وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بدورها وتفرغها لتحقيق مكاسب شخصية، وفساد إداري ومالي». واتّهمت «أسرة الأدباء والكتّاب» في البحرين الوزيرة، بتحويل الثقافة إلى «عمل إقطاعي (...) مكّنها من تحقيق مصالحها الشخصية». وذكّر المثقفون في هذا السياق بتحويل الوزيرة لـ«بيت الشعر»، بيت الشاعر البحريني الكبير إبراهيم العريض، من مشروع وطني للدولة إلى مشروع شخصي ينضوي تحت مراكزها الخاصة. كذلك أدانوا دورها في تهميش الثقافة الوطنية، وتحويلها مشروع «ربيع الثقافة» إلى مشروع خاص، وإمعانها في تجاهل المبدع البحريني، وإقصائه عن المشاركة في هذا المهرجان الوطني. ولفت البيان إلى خطورة سياسة تهميش دور الموروث الشعبي وتجاهله، التي اتبعتها الوزارة، وهو ما أدّى إلى إغلاق العديد من الدور الشعبية وطمس جزء مهمّ من التراث الوطني في المملكة.
واستغربت «أسرة الأدباء والكتّاب» كيف تحوّل الإعلام في بلدهم من منبر للحرية والديموقراطية، إلى أداة لـ«إشاعة الطائفية والتناحر والتطرف وتعزيزها، عبر استضافة الرأي الواحد المتفّق، وتغييب الرأي الآخر المخالف». وختم البيان بالمطالبة بـ«محاسبة المفسدين»، وخصوصاً وزيرة الثقافة «على ما ارتكبته من فساد واضح وجليّ وجاء ذكره بالتفصيل في تقرير ديوان الرقابة المالية”، ورئيس هيئة شؤون الإعلام البحريني الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، «على ما ارتكبه جهازه الإعلامي من تضليل للمطالب الشعبية، وتعزيز للنزعة الطائفية».
www.bahrain-writers.com