الرياض| افتتح وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة «معرض الرياض الدولي للكتاب» يوم الثلاثاء الماضي في مركز الرياض الدولي للمعارض. ويشهد المعرض هذا العام مشاركة 700 دار نشر، مع أكثر من 300 ألف عنوان، ويمتد إلى 10 أيام تنتهي في 11 آذار (مارس) الجاري. لكن الافتتاح شهد فوضى عارمة أحدثتها مجموعة من المحتسبين بعدما اعترضوا على أداء وزير الثقافة والإعلام السعودي. وأعلن هؤلاء احتجاجهم على المعرض والكتب المعروضة فيه، وعلى السماح بالاختلاط بين الزوار. وتهجم أحدهم على الوزير بقوله: «ما يعرض في وسائل الإعلام في ذمّتك». فيما رد الوزير بقوله «شكراً جزاك الله خيراً». ومنع المحتسبون المصورين من القيام بعملهم لتفادي توثيق الحوار بين الوزير والشيخ.
وتعرّض بعض المحتسبين مباشرة إلى عضو اللجنة الإعلامية عبد الله وافيه، إثر دفاعه عن الإعلامي تركي الدخيل. وكان ثلاثة متشدّدين قد تهجموا كلامياً على الدخيل بقولهم: «اتقِ الله في ما تعرضه في برنامجك «إضاءات» وفي من تستضيفهم من أصحاب الفكر التغريبي». وعندما تدخل عبد الله وافيه طالباً من المتشددين إيقاف النقاش، هدّده أحدهم بـ «كسر يديه» إن تجرّأ على مواصلة الكلام.
وقامت مجموعات من المتشددين بمناصحة النساء ومطالبة بعضهن بالتستر وبعضهن الآخر بالبقاء في البيت وعدم الخروج. كذلك حاولت مجموعة منهم اقتحام استوديوهات «وزارة الثقافة والإعلام»، واستطاعت قطع البث الهوائي في برنامج تابع للقناة الثقافية، مدّعية أن «التصوير حرام». وهاجمت مجموعة أخرى منهم إحدى الإعلاميات من العاملات في لجنة المعرض الإعلامية أثناء تصويرها الأحداث، واتهموها «بمغازلة الرجال»، فما كان منها إلا أن تقدّمت ببلاغ إلى مركز الشرطة في المعرض.
وقد حاولت اللجان المسؤولة عن أمن المعرض التعاطي مع ما نتج من تصرفات المحتسبين من فوضى، وأخرجت عدداً كبيراً من المتشددين من أجنحة المعرض. وفي تصريح صحافي له بعد الحادثة، أكد الشيخ تركي الشليل، الناطق الإعلامي لـ«هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في الرياض، «أن ما حدث من فوضى من قبل محتسبين لا علاقة له بجهاز الهيئة نهائياً».
تجدر الإشارة إلى أنّ المنع الذي طاول الندوات السجاليّة، لم يتعرّض إلى ندوات أخرى مسالمة تحتفي بالهند ضيفة شرف، مثل الصلات الثقافية الهندية ـــــ السعودية، والصحافة والمطبوعات العربية في الهند، وملامح من الثقافة الهندية، والإسهام الهندي في الفنون والفكر والثقافة الإسلامية. ولم يتردد المعرض في تكريم مجموعة من المثقفين السعوديين، في مقدمهم الأديب والسياسي الراحل غازي القصيبي.