بعد تجربة «شنكبوت» بوصفه أول ويب دراما عربي، والنجاح العالمي الذي حصده (جائزة «إيمي»)، تخوض الشركة المنتجة «أفلام بطوطة» (المتخصصة في إنتاج الويب دراما والوثائقيات) تجربة «فساتين». انطلق عرض العمل المؤلف من 10 حلقات في آب (أغسطس) الماضي كل ثلاثاء على «ياهو مكتوب» المشارك في الإنتاج، علماً بأنه من كتابة وإخراج مونيا عقل، وسيريل عريس، وشارك في الكتابة باسم بريش، ومارديغ تروشاجريان، وأدى البطولة كل من عصام بريدي، وسام فارس، إيلي متري، شانت كابكيان، بترا أبو سليمان، ميرفا قاضي وبترا سرحال.
يعرض المسلسل حياة ثلاث نساء في عقدهن الثالث «تتغير فساتينهن لكن تبقى المشكلة واحدة»، وفق ما يقول الإعلان. يرصد العمل مختلف المشاكل والضغوط الاجتماعية التي تواجهها المرأة اللبنانية والعربية من خلال عليا الأم العازبة التي تتولى تنشئة ابنها بعد هروب زوجها المقامر والمديون، والبطلة الثانية لمى التي ارتأت تخصيص كل وقتها للاهتمام بجمالها في ظل غياب زوجها المغترب، وكرمى الجريئة التي تعيش صراعاً بين تركها لحبيبها أو لأهلها الرافضين له بسبب اختلاف طائفته (يشير إليه العمل بطريقة غير مباشرة).
وجه التمايز في هذا المسلسل ليس فقط الوسيط الإلكتروني الذي يبثّ من خلاله، بل أيضاً النَفَس التفاعلي الذي يخلقه إثر انتهاء كل حلقة عبر استفتاء يقام على خاتمتين يختار المشاهد تلك التي يخمّن أنّها صحيحة ويستطيع التناقش مع غيره من المتتبعين حولها على شاكلة منتدى حواري.
ترفض منتجة العمل كاتيا صالح في حديثها مع «الأخبار» تشبيه «شنكبوت» بـ«فساتين»، فالعملان مختلفان من حيث الميزانية والمضمون والوقت المستغرق للتنفيذ. بلغت حلقات «شنكبوت» 52 وتمتع بسقف عال في طرح قضايا الفساد والبغاء والمخدرات، بخلاف الأسلوب الذي اعتمده «فساتين» الذي يضيء على هموم المرأة وحياتها اليومية ويحضّها على التغيير.
مغامرة «شنكبوت» التي عبّدت الطريق أمام كثيرين نحو الاتجاه إلى صناعة الويب دراما، شكّل «فشة خلق» بالنسبة إلى المشاهد بحسب صالح. هذا النوع من الدراما متفلّت من الرقابة ويعتمد على الممثلين الهواة، عكس المسلسلات التلفزيونية التي يفضّل أصحابها بثّ حلقات طويلة لضمان عدد المشاهدة والاستعانة بممثلين محترفين.
مع هذا، لا يختلف الويب دراما عن أي عمل درامي من حيث جودة الصورة، والموسيقى ومتانة السيناريو والحبكة والممثلين الذين توزعوا في هذا المسلسل بين محترف وهاوٍ مع مراعاته للوقت الذي يعتبر قصيراً نسبياً (7 دقائق لكل حلقة). لكن يبقى التحدي هو استقطاب المشاهدين إليه من خلال تعويدهم هذا النمط من المتابعة. الترويج لـ«فساتين» يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر بث مقاطع صغيرة عبر يوتيوب بسبب حصرية بثه على «ياهو». بعدما حصد «شنكبوت» مليون ونصف مليون مشاهد على يوتيوب، يقف «فساتين» أمام هذا التحدي، لا سيّما أنّه قدّم مقاربة إنسانية من خلال الإطلالة على أحوال النساء الثلاث، كرسالة يبغي إيصالها إلى لبنان والعالم العربي. فهل ستعيش الشركة المنتجة لـ«فساتين» النشوة عينها التي منحها إياها «شنكبوت»، خصوصاً أنّها تستعد لاستكمال حلقات «شنكبوت» بعد تأمين ميزانيته؟
http://maktoob.helwa.yahoo.com/ فساتين