دمشق | مَن يعرف جورج وسوف عن قرب، يدرك أنّ للمغني السوري بصمته الخاصة والاستثنائية، ليس على صعيد الموهبة فحسب، بل حتى في تفاصيل عديدة. «سلطان الطرب» بارع في كسب الأموال الطائلة، لكنه أيضاً يجيد تبديد تلك الأموال بسرعة قياسية، حتى قيل إنه أفلسَ أكثر من مرة، وقد تناقلت وسائل إعلام كثيرة قوله ذات مرة: «وصلت في بعض الأحيان إلى درجة لم أعد أملك فيها دولاراً واحداً».
طبعاً، كانت الشائعات رفيقة درب «الوسوف». لازمته منذ انطلاقته، وترددت أصداء الروايات عن تفاصيل حياته الفنية والشخصية، كان بعضها حقيقياً، بينما بعضها الآخر جافى الواقع، لكن رغم هذا وذاك، ظل صاحب «الهوى سلطان» حاضراً على نحو دائم، وأخباره تتسيد المشهد الإعلامي... علماً أنه لم يغنِّ يوماً إلا وكانت الصالات تزدحم قبل ساعات طويلة من اعتلائه الخشبة.
مع اندلاع الحراك الشعبي في سوريا، عاد أبو وديع إلى الضوء. مرة تفتتح قناة «الجزيرة» تقريراً مصوّراً يظهره وهو يركع عند قدمي رامي مخلوف، ومرة يُدرج اسمه على رأس قوائم العار لكونه من أكثر الفنانين السوريين الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد، كما أن وسّوف أحيا احتفالاً جماهيرياً برفقة مجموعة من المطربين العرب في مناسبة «مهرجان قسم الوفاء للوطن» في ساحة الأمويين الدمشقية، غنى فيه «بعدك يا وطني» للبنانية مايا يزبك، قبل أن يعيد توزيع الأغنية والتعديل عليها وإدخال اسم الرئيس السوري عليها وتصوير فيديو كليب لها في جبل قاسيون وشوارع دمشق.
في محاذاة ذلك، قرر صاحب «لو نويت» نقل مكان إقامته من لبنان إلى بلده سوريا على نحو نهائي. وقبيل أعياد رأس السنة الماضية، تعرّض صاحب «حلف القمر» لجلطة دماغية كادت أن تودي بحياته، لكن القدر تحالف كعادته معه وتمكن بسرعة قياسية من التغلّب على المرض، ليخرج بلقاء حصري سجله مع صديقه المذيع اللبناني نيشان لصالح محطة mtv، واضعاً بذلك حداً لشائعات عدة، من بينها وفاته بجرعة زائدة من المخدرات.
منذ أيام قليلة، عادت الشائعات لتلاحق صاحب «كلام الناس»، وتصدرت قصة جديدة صفحات المواقع الإلكترونية، تؤكد تعرضه لمحاولة اغتيال على طريق قريته الكفرون التابعة لمحافظة طرطوس. ونشرت تلك المواقع خبر استهداف موكب الوسوف بأعيرة نارية، مدعوماً بتسجيل لمكالمة هاتفية قيل إن موقع قناة «العربية» أجراها معه! لكن مصادر من داخل «العربية» أكدت لـ«الأخبار» أنّ أي اتصال لم يُجرَ مع المغني السوري أخيراً، وأشارت المصادر إلى أن التسجيل «إما أنه يعود إلى محطة ثانية، أو أنه مزوّر».
وبالفعل، أكدت مصادر مقربة من «سلطان الطرب» لـ«الأخبار» أنّ محاولة اغتيال الأخير مجرد شائعة، مؤكدة أن صاحب «يوم الوداع» في صحة جيدة و«قد تماثل كلياً للشفاء، وعاد إلى نشاطه الاجتماعي الواسع المعروف عنه في قريته السياحية العريقة»، حتى إنّ بعض أبناء القرية الذين يقطنون في المدن السورية، سيعودون إلى الكفرون عندما يعرفون أن نجمهم المفضل قرّر قضاء إجازته الصيفية هناك.