«تعاطُف» الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مع الشعب السوري والعربي تخطّى حدود السياسة ليصل إلى... الفنّ، فأصدر بياناً «أَمَر» فيه بإلغاء الأوبريت الغنائية لـ«مهرجان الجنادرية» هذا العام. وجاء في البيان الصادر عن الديوان الملكي أنّ هذا القرار اتّخذ «تضامناً ووقوفاً مع الأشقاء من الشعب السوري، وما يحدث من سفك لدماء الأبرياء وترويع للآمنين، إضافة إلى ما حدث في مصر الشقيقة... وما جرى ويجري في اليمن وليبيا... وما مرّت به تونس الشقيقة من أحداث مؤلمة».
وكان من المتوقع أن يشارك في أوبريت «الجنادرية 2012» الذي كان مقرراً في الثامن من الشهر الجاري كل من محمد عبده، وماجد المهندس، وراشد الماجد، وخالد عبد الرحمن، فيما اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان كلمات الأوبريت من أشعار الراحلة مستورة الأحمدي ومعتزة، وأسندت مهمة التلحين إلى خالد العليان.
ومن السعودية الى الكويت، أُجبرت اللجنة المنظمة على اتخاذ قرار إلغاء مهرجان «ليالي فبراير» 2012، بعدما تلقّت إدارة المهرجان سيلاً من الرسائل من الفنانين المشاركين يعتذرون عن عدم إحيائهم الحفلات الغنائية في هذه التظاهرة الفنية التي تنظّمها الكويت سنوياً في مناسبة عيدها الوطني. وكان المغني الكويتي نبيل شعيل أول من أعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في الحفلة الرابعة من الليالي المقررة ليلة 17 من الشهر الجاري تضامناً مع الشعب السوري. وكتب عبر صفحته على «تويتر»: «نظراً إلى ما يتعرض له إخوتنا في سوريا من قتل وسفك للدماء، أعلن عدم مشاركتي في «هلا فبراير»». وتبعه الإعلامي الكويتي بركات الوقيان الذي كتب أيضاً عبر صفحته على «تويتر»: «نطالب بوقف حفلات فبراير وطرد السفير السوري فوراً». وكان المشرف العام على الحفلات الملحن عبد الله القعود قد أعلن عبر مداخلة هاتفية بثت عبر أثير إذاعة «مارينا FM» تأجيل حفلات المهرجان الى أجل غير مسمى. ولم يطرح الملحّن الشهير أي مواعيد جديدة لليالي الست التي كان من المقّرر أن يحييها كل من راغب علامة، وأصالة نصري، وعبد الفتاح الجريني، ومنى أمرشا، وفارس كرم، ورابح صقر، وشيرين عبد الوهاب، وهاني شاكر، وآمال ماهر، وديانا كرزون، وعبد الله الرويشد، وأبو بكر سالم، وأسماء المنور، وماجد المهندس، ونبيل شعيل، ووعد. والختام كان مع «فنان العرب» محمد عبده الى جانب نوال الكويتية، وفهد الكبيسي.
وفي الدوحة لم يختلف الوضع كثيراً. أثار القرار الذي اتخذته إذاعة «صوت الريان» بإلغاء «مهرجان الربيع» الغنائي لعام 2012 موجة ردود فعل متعارضة على الساحة الفنية القطرية. هكذا أيّد المغني القطري الوحيد المشارك ضمن فاعليات المهرجان عيسى الكبيسي هذا القرار. فيما عارضه «سفير الأغنية القطرية» علي عبد الستار. وقال هذا الأخير إن «الفنان الواعي والمثقف والملتزم قادر على المساهمة من خلال صوته وما يقدمه من أغنيات جادة في إنجاز مهمة الوقوف إلى جانب المظلومين والضعفاء». وتابع: «الدليل على كلامي أن الثورة السورية حملتها وتحملها الأغنية التي باتت هي سفيرة ثوار سوريا في إيصال صوتهم إلى العالم».
وسط هذه المواقف الخليجية التي أسقطت من حساباتها الدم البحريني، تنأى دبي ومعها بيروت بنفسيهما عمّا يدور على الساحة العربية، وتحتفلان بعيد العشاق ابتداءً من ليلة السبت لغاية نهاية الأسبوع المقبل.