بعدما ضاقت الأماكن في شارع الجميزة وامتداداته حتى شارع مار مخايل النهر، يشهد شارع الحمرا فورة مقاهٍ وحاناتٍ ونوادٍ ليلية. لكن الوافد الجديد على المنطقة، مختلف شكلاً ومضموناً. إنّها الصالة الصغيرة في الطبقات السفلية لـ«مسرح المدينة» التي عرفناها باسم سينما «متروبوليس» لفترة، ثم عرفناها مسرحاً احتضن عروضاً وندوات قبل أن يتحول أخيراً إلى... «مترو المدينة»! إذا كنت ماراً، أو سهراناً في شارع الحمرا، وضاقت بك الأماكن، أصبح الآن بإمكانك ارتياد «المترو» الجديد الخاص بالشارع. هذا المكان أراده الفنان الموهوب هشام جابر ورفاقه فضاءً خاصاً يجمع بين الاستعراض والمسرح والكوميديا، حسب تقاليد «الكاباريه» العريقة. عند زاوية بناية السارولا، إشارة حمراء تدلك على المدخل. وكحال جميع المتروات، عليك أن تنزل الدرج طبقتين تحت الأرض كي تلج المحطة. لن تحتاج إلى شراء بطاقة، أو عبور الحاجز خلسة. ستجد نفسك مباشرة في قلب المترو. ستأخذك الرحلة بين محطات فنيّة مختلفة، على أساس اسكتشات ساخرة، لافتة بحواراتها وأغنياتها وأداء ممثليها. متى صادف وجودك في المترو مساء الخميس أو الجمعة أو السبت، بإمكانك أن تلج المقصورة الأوسع. هنالك على كراسٍٍ مخملية حمراء، تجلس مع المحبين، تتناول العشاء، وتنتظر أن تفتح الستارة على ما تخبئه من أسرار لسهرتك. 
سهرة تحمل عنوان المرح والتسلية، فلا من يبحث عن «غودو»، ولا من «فنون تجريبيّة رمزيّة معاصرة». خمسة أو ستة عروض بأسلوب الكباريه، تغلق الستارة على واحدة لتفتح على أخرى، ويتخلل استراحاتها بعض الموسيقى. عروض قد تحمل لك بعض الغناء والعزف والرقص، والكثير من... الضحك. هذه الفكرة راودت شلة أصدقاء قدامى على رأسهم المسرحي اللبناني هشام جابر (الصورة). عايش هؤلاء شارع الحمرا في مختلف مراحل تطوراته منذ التسعينيات. واليوم يشعرون بحاجة إلى خلق مساحة جديدة قادرة على استيعاب جمهور أوسع في قالب مختلف. أرادوا مسرحهم مكاناً للمرح والتسلية، وتقديم مواهب مختلفة وجديدة في فنون الكباريه، لم يكن لها مكان يحتضنها حتى افتتاح «المترو». من خلال برنامج منوّع متجدّد، يواظب «مترو المدينة» ليليّاً على استقبال الجمهور في البار، فيما تقتصر العروض في الصالة الأكبر على نهاية الأسبوع. وسيحتضن هذا الفضاء في رحاب نضال الأشقر مديرة «مسرح المدينة»، بعض العروض المختلفة، كحفلات موسيقية، وتجهيزات فنية. هكذا أصبح للمدينة ـــــ للحمرا تحديداً ـــــ مكانها السرّي الذي يزاوج الشعبي والأندرغراوند. 



«مترو المدينة»، (مبنى السارولا/ «مسرح المدينة»، الحمرا، بيروت) ـــ للاستعلام: 01/753021