في حلقة جديدة من مسلسل السيطرة على الإعلام، مَنع القضاء عرض حلقة من برنامج «تحقيق» الذي تقدمه الإعلامية اللبنانية كلود أبو ناضر هندي كل مساء سبت (21:30) على قناة mtv. وكانت الحلقة التي كان من المقرر عرضها السبت الماضي، وتستضيف رجل الأعمال نبيل الشرتوني، الذي يُعدّ من المموّلين والداعمين الأساسيين لـ«الجامعة الأميركية في بيروت» (AUB).
منذ أكثر من 12 سنة، يدفع الشرتوني سنوياً مبلغاً مالياً يتراوح بين 100 و120 ألف دولار لتغطية تكاليف الطلاب في الجامعة. رجل الأعمال الذي يعيش متنقلاً بين لندن وأميركا، اشتهر بدعمه لعدد من الطلاب اللبنانيين. لكن، ماذا حدث حتى مُنع عرض الحلقة المصوّرة التي كانت تتمحور حول حياة الشرتوني ومسيرته في دعم الطلاب وعلاقته بالمتخرّجين؟
في تلك الحلقة، تطرّق رجل الأعمال إلى ما سمّاه الفساد الذي تعيشه الجامعة الأميركية وهدر الأموال فيها بطريقة غير مدروسة، كاشفاً بعض كواليسها، وفق ما علمت «الأخبار». وقد قدّم أدلة وبراهين قوية على ذلك، وخصوصاً أنّه كان عضواً في مجلس أمنائها لسنوات طويلة ويحفظ خفاياها غيباً، ويملك بعض الوثائق السرية التي تثبت كلامه. هنا، ما كان من إدارة الجامعة إلا أن لجأت إلى قاضي الأمور المستعجلة الذي أصدر بدوره قراراً يقضي بإيقاف الحلقة قبل عرضها بدعوى «القدح والذم».
ومن اللافت أنه خلال تصوير برنامج «تحقيق»، طلب معدّو الحلقة من القائمين على الجامعة إبداء رأيهم بما قاله الشرتوني وأفسحوا لهم المجال للدفاع عن أنفسهم بغية الوقوف عند الرأي الآخر، لكنّهم رفضوا ذلك، فصُوّرت الحلقة مع رجل الأعمال وحيداً.
ما زال القضاء ينظر اليوم في القضية. ومن المفترض أن يصدر قراره بين اليوم والسبت بخصوص عرض الحلقة أو منعها. لكن في اتصال مع «الأخبار»، نفت كلود أبو ناضر هندي معرفتها بكل هذه التفاصيل، مكتفية بالقول إنّها رأت أن هناك عناصر ناقصة في الحلقة، فارتأت تأجيلها حتى استكمال هذه النواقص، واعدةً ببثها. وحين تسألها عن القرار القضائي الذي صدر بمنع الحلقة، تقفل الموضوع هنا، متمنيةً علينا «الاتصال الأسبوع المقبل ريثما تتأكّد من صحة ذلك».
لو افترضنا أنّ كلام الشرتوني في الحلقة كان كله افتراءً، فهل مقبول من القضاء اللبناني منع الحلقة قبل عرضها؟ ولماذا رفضت إدارة الجامعة التحدّث للقائمين على البرنامج والدفاع عن نفسها؟ ولماذا تهرّبت كلود أبو ناضر هندي من الإجابة عن أسئلتنا؟ كلّها أسئلة برسم الأيام المقبلة.