القاهرة | لم تتوقّف حرب الشائعات ضدّ باسم يوسف، فهل يمكن اعتبارها بمثابة اغتيال معنوي جديد للإعلامي المصري الذي اضطر للابتعاد من الشاشة قبل وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قصر الرئاسة؟ رغم اضطرار يوسف لوقف «البرنامج» أشهر الأعمال التلفزيونية المصرية بعد «ثورة يناير»، إلا أنّ حرب الشائعات لم تهدأ ضدّ المقدّم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
باسم اختار الابتعاد مطلع حزيران (يونيو) الماضي قبل أن يؤدّي السيسي اليمين الدستورية، وكان قد تكلّم عن ضغوط كثيرة مورست عليه في مؤتمر صحافي كان هو الأوّل والأخير لفريق «البرنامج» (الأخبار 24/4/2014). غابت سهرة الجمعة التي كان يتابعها المصريون في المقاهي، لكن الشائعات ضدّ صاحبها لم تتوقف رغم لجوئه إلى الظلّ وابتعاده من الأضواء. اللافت أنّ تلك الشائعات تنطلق، وفي كل مرة يتضح كذبها، لكن لا أحد يعتذر. وبعد أيام تتكرّر بالسيناريو نفسه، وتجد صحفاً تنشرها وجمهوراً يصدّقها. فهل الشائعات هدفها فقط زيادة الإقبال على الصحف والمواقع الالكترونية التي تنشرها اعتماداً على ثقل اسم يوسف؟ أم أنّ هناك من يُدير هذه العملية باحتراف بهدف جعل «البرنامج» وصاحبه محلّ جدل متواصل، وعدم الركون إلى أنّه موقوف بفعل فاعل.

أكّد أنه لن يعود إلا بـ«البرنامج» أو بنسخة أخرى ساخرة


أسئلة ربما لا يجد أحد إجابتها، لكن الأكيد أنه لا تزال هناك صحف ومواقع إخبارية لا تتوّرع عن نشر الشائعات وعدم تكذيبها بعد التأكد من زيفها. آخر شائعة دفعت يوسف إلى نفيها علانية، بعدما زعمت أنّه سيقدّم نسخة عربية من برنامج The Doctors عبر إحدى قنوات مجموعة «إم بي سي». واللافت أن مخترع الشائعة لفت في الخبر إلى أنّ يوسف قد عاد إلى مساره الطبيعي باعتباره طبيباً في الأصل.
نفى «أبو نادية» هذه الشائعة، ليؤكّد من جهة أخرى أنه لن يعود إلا بـ «البرنامج» أو على الأقلّ نسخة أخرى ساخرة. كما ردّ المقدّم على شائعة انطلقت قبل رمضان الماضي مفادها أنّه يستعدّ للعودة عبر شاشة «إم بي سي» ببرنامجين جديدين دفعة واحدة.
شائعة أخرى تؤكّد أنه حصل على تعويض 5 ملايين دولار من الشبكة السعودية، رغم أن القناة كانت شريكة لباسم في كل ما جرى حتى موعد التوقّف ولم يطلع أحد على العقد المبرم بينهما ليعرف أنّ هناك شرطاً تعويضياً بهذه الضخامة. كذلك طاولت الإعلامي المصري شائعة ظهوره عبر قناة «الشرق» المعارضة التي تنطلق من تركيا.
أقاويل أخرى لا حصر لها بدأت أيضاً حول «البرنامج»، وقد يفسّر ازديادها التعتيم الإعلامي الذي رافق المؤتمر الصحافي الأخير الذي أقامه يوسف، فلم يحصل على المساحات المناسبة لحجم الحدث في برامج الـ «توك شو» الرئيسية والصحف
الكبرى.
بالتالي هناك عدد كبير من الجمهور ربما لا يعرف حتى الآن لماذا توقف المقدّم، وهذه الفئة هي التي يستهدفها مطلقو الشائعات.
مثال واضح على ذلك شائعة أنّ السيسي أمر بعرض «البرنامج» على التلفزيون المصري التي صدّقها كثيرون، رغم أن المنطق يؤكّد أنه يستحيل أن يسمح أهل «ماسبيرو» لباسم بالمرور بجوار المبنى لا دخوله. لكن صنّاع الشائعات يتميّزون دائماً أنهم يجعلون المستحيل يتحقق.