إنّه أسبوع السينما التسجيلية في لبنان. بدءاً من اليوم حتى 7 أيار (مايو)، ينطلق مهرجان «شاشات الواقع» (المهرجان الدولي للسينما الوثائقية) في دورته الثامنة عشرة في بيروت. الحدث الذي تنظّمه جمعية «متروبوليس سينما» في «سينما مونتاني» (المركز الفرنسي في لبنان) و«غالاكسي غراند سينما»، يقدّم بانوراما متنوّعة للسينما التسجيلية العربية والمحليّة والدولية، معظمها يُعرض للمرة الأولى في لبنان. سيواكب معظم المخرجين اللبنانيين عروض أفلامهم خلال أيام الحدث. هذه السنة أيضاً، يتوجّه الحدث خارج مركزية العاصمة، ليقدّم في طرابلس (الرابطة الثقافية في 10 و11 أيار)، وصيدا (مسرح وسينما إشبيلية في 12 و13 أيار)، وحمّانا (بيت الفنان حمّانا في 19 و20 أيار).
يعكس عباس فاضل صورة لبنان المعاصر في «حكايات البيت الأرجواني»

إذاً، سنكون على موعد مع خمسة وعشرين فيلماً تسجيلياً طويلاً وقصيراً سوف تُعرض خلال أيام المهرجان. طبعاً، تعكس أغلبية المشاركات اللبنانية واقع الأزمة الراهنة والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يغرق فيها البلد، فيما تذهب أخرى إلى «انتفاضة 17 تشرين» عام 2019 مسائلةً تأثيرها على الشباب والمجتمع والحياة السياسية. مخرجون ومخرجات لبنانيون يروون بكاميراتهم حال بلادهم، ويحاولون الإجابة على أسئلة كثيرة تتعلّق بواقع حياتهم والعائلة والموت من خلال السينما. سنكون على موعد أيضاً مع افلام وثائقية عربية وعالمية تُعرض للمرة الأولى في لبنان أهمها Moonage daydream لبرت مورغان (6/5 ـــ س: 18:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما»)، و«على قارب الأدامان» (دب برلين الذهبي ـــ 28/4 ـــ س: 20:00 ـــ «مونتاني») للفرنسي الكبير نيكولا فيليبير، و«حكايات البيت الأرجواني» (30/4 ـــ س: 17:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما») للعراقي الفرنسي عباس فاضل، و«النار الداخلية: ترتيلة لكاتيا وموريس كرافت» (1/5 ـــ س: 18:00ـــ «غالاكسي غراند سينما») للمعلّم الألماني فيرنر هيرتزوغ. على أن نعود إلى أهمّ الأفلام المعروضة ضمن مقالات مفصّلة خلال أيام المهرجان.

لبنان جرح مفتوح
افتتاح المهرجان سيكون مع الفيلم الثالث للمخرجة اللبنانية الفرنسية مايا عبد الملك «قلب ضائع وأحلام أخرى من بيروت» (اليوم ـــ س: 20:00 ـــ صالة «مونتاني»). وثائقي شاعري قصير (2023 ـــ 36 دقيقة)، تتناغم فيه صور شوارع بيروت والحياة اليومية لسكانها، الذين يفصحون عن تجاربهم وأحلامهم. ترينا عبد الملك سكان بيروت، مدينة الأشباح التي ما عادت موجودة إلا كطيف حلم. بيروت أيضاً «بطلة» فيلم اللبنانية سيرين فتّوح التي ترسم لوحة سينمائية للعاصمة اللبنانية على مدار السنوات الثلاث الماضية. في «خلف الدرع» (2022 ـــ 56 دقيقة ـــ28/4 ــــ س: 18:00 ـــ صالة «مونتاني»)، توثّق فتّوح المحطّات المفصلية التي طبعت تاريخ لبنان المعاصر من «ثورة تشرين» إلى «انفجار الرابع من آب» 2020. لا ينقل الفيلم صورة بيروت في إحدى أكثر الفترات حرجاً فحسب، بل يعكس أيضاً تناقضاتها. تحوّل فتّوح في الفيلم الكاميرا من جهاز لمراقبة الجماهير إلى أداة تمنحها سلطة وصوتاً.

التصالح مع الموت من خلال السينما تيمة تشغل فيلم «صورة ناعمة ورقيقة»


ختام المهرجان مع فيلم نديم مشلاوي «ما بعد النهاية»

في فيلمه الطويل الثالث «Thiird» (95 دقيقة ـــ 2022 ـــ 30/4 ـــ س: 20:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما») بعد «فقط الرياح» (2020) و«أخطبوط» (2021)، يستكشف المخرج كريم قاسم بطريقة حسية وشعرية مفهوم الوجود الذي يتأرجح عند حدود اليأس الجماعي. يدور فيلمه في قرية خارج بيروت، وسط الخردة المعدنية والدجاج والماعز. هناك يدير فؤاد مَرْأباً لتصليح السيارات. زبائنه، كباراً وصغاراً، مدعوون للجلوس وشرب القهوة أثناء انتظار إصلاح سياراتهم. في لحظات السكون هذه، يصبح المَرأب ملاذاً للناس للتعبير عن يأسهم المتزايد وسط الانهيار الاقتصادي الذي يحيط بهم. وفي الليل، يخوض فؤاد بنفسه رحلةً رمزية عميقة للبحث عن نفسه. الأزمة الاجتماعية والاقتصادية تخيّم أيضاً على فيلم «كيف لا نغرق في السراب» (38 دقيقة ـــ 2023 ـــ 7/5 ـــ س: 18:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما» ) للبنانية جويس جمعة التي تعود بنا إلى عام 1962، عندما تمّت دعوة أسطورة العمارة الحديثة البرازيلي أوسكار نيماير (1907 ـــ 2012) لتصميم «معرض طرابلس الدولي» الذي يُعدّ تحفة وجوهرة في تاريخ العمارة. يبحث الفيلم في ماضي المعرض وحالته اليوم. ومن خلال فحص موقع المشروع، يعكس الفيلم الأزمة الخانقة التي يعيشها لبنان وهذه المنطقة التي تعاني مختلف أشكال التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ختام المهرجان سيكون أيضاً مع بيروت في فيلم نديم مشلاوي «ما بعد النهاية» (72 دقيقة ـــ 2022 ـــ7/5 ـــ س: 19:30 ـــ «غالاكسي غراند سينما»). لم تعد العاصمة اللبنانية هي نفسها، تلك التي تركها المخرج والموسيقي نديم مشلاوي عام 1985. عاد إليها بعد الحرب، لكنه منذ ذلك الوقت يبحث عنها. بيروت بالنسبة إلى مشلاوي مدينة «عم تختفي» كأنّ شيئاً غامضاً يحصل لها، لا نعلمه. كأن بيروت تغيّر، كل يوم، حلّتها وأبنيتها ونحن لا نلاحظ أي شيء. في «ما بعد النهاية»، يحاول مشلاوي فهم بيروت اليوم من خلال علاقته بها وعلاقته بأصدقائه وعائلته. يتحدث عن نفسه في الفيلم، كما يتحدث مع المهندسين المعماريين برنار خوري وجورج عربيد والفنان والمصوّر الفوتوغرافي زياد عنتر. لكل شخص منهم رؤيته إلى المدينة وتاريخها وعمارتها وهندستها، والجميع يحاول فهمها، ولكنّها تظلّ عصيّة عليهم كلّهم. هكذا، تمتزج القصص والتجارب الشخصية بسيرة المدينة وتاريخها وحاضرها.
أما المصوّر اللبناني المعروف فؤاد الخوري، فيذهب إلى تاريخه العائلي، ليصوّر بورتريهاً حميماً لأحد أبرز الوجوه في المحترف التشكيلي اللبناني ومنه يعكس حالة البلاد اليوم. إنّها أوغيت كالان (1931 ـــ 2019) ذات المسار الفني والشخصي الصاخب. ابنة الرئيس بشارة الخوري، بدأت مسارها متأخرةً في التشكيل، إلا أنّها سرعان ما استحالت أحد أبرز رموز الفن اللبناني الحديث، بلوحاتها ومنحوتاتها وأشكالها الايروتيكية التي ساءلت الأعراف السائدة عن الجمال والرغبة والأنوثة بحسّية فائقة. في فيلم «رسالة إلى أوغيت» (49 دقيقة 2021 ـــــ 2/5 ـــ س: 18:00 ــــ صالة «مونتاني»)، يمزج الخوري الصور والرسومات والأصوات والكلام، وبطريقة حميمية يظهر لنا وجهاً غير معروف للرسامة التي تتحدث عن نفسها وعن فنها والأزمة الذي يمر بها لبنان منذ عام 2019. من جهته، يشاركنا المخرج زكريا جابر في فيلمه «قلِقٌ في بيروت» (93 دقيقة ـــ 2023 ـــ 3/5 ـــ س: 20:00 ـــ صالة «مونتاني») مذكّراته الشخصية، موثّقاً الأحداث التي طبعت تاريخ لبنان خلال العامين المنصرمين، كما يروي وهو أسير القلق الدائم، قصة حياته ومحاولاته المتكررة لمغادرة البلاد.


يشاركنا زكريا جابر مذكّراته الشخصية في «قلِقٌ في بيروت»


تحيي إينا ساهاكيان شخص أورورا وقصتها المُلهمة في «بزوغ شمس أورورا»

ومن العام إلى العوالم الداخلية والتأمّلية والتساؤلات الوجودية والفلسفية: في عام 2011، قررت ليا منسّى السفر إلى لبنان لتصوير جدتها ليلى. بعد 12 عاماً، عادت إلى هذه المشاهد التي صوّرتها، وأعادت النظر في الأحاديث التي دارت بينهما، وتمكنت من خلال فيلمها «ليلى والسيجارة» (15 دقيقة ـــ 2022 ـــ 29/4 ـ س: 20:00 ــــ «غالاكسي غراند سينما») من نقل صورة واضحة عن جدتها عبر الذكريات والأشعار المدوّنة. ضمن السياق نفسه يأتي فيلم «سكتي وكلي» (17 دقيقة ـــ 2022 ـــ 29/4 ـــ س: 18:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما») لجوانا قاعي، التي تبحث عن مكانة الصور في تصوّرنا للعائلة. من خلال الشهادات والصور والمقابلات، تبحث جوانا عن نهاية الطفولة والتواصل مع العائلة ونقد هذه النواة المجتمعية. ذاكرة المكان من خلال السينما تحضر في فيلم «عزاء الذاكرة» (18 دقيقة ـــ 2022 ـــ 29/4 ـــ س: 18:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما»)، يدعو المخرج شادي هزيمة الناس إلى مشاهدة عرض كبير في «سينما هيلتون» في منطقة المريجة بعد زمن طويل على إغلاقها. من خلال فيلمه، يدخل هزيمة إلى ماضي وتاريخ «سينما هيلتون» التي كانت شاهدة على الكثير من الأحداث والمحطّات التي حصلت في هذه المنطقة. التصالح مع الموت من خلال السينما تيمة تشغل فيلم «صورة ناعمة ورقيقة» (20 دقيقة ـــ 2022 ـــ 29/4 ـــ س: 18:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما»). أثناء تواجدها بعيداً عن منزلها في بيروت، تتلقّى المخرجة داڤينا ماريا مكالمة تعلمها بوفاة جدها المفاجئ. تطاردها هذه الخسارة غير المتوقّعة ونقص الصور التي كانت لديها. تذهب إلى رحلة قصيرة إلى بروكسل، حيث تلتقي بأديب العجوز والوحيد الذي يقضي وقته في مشاهدة الناس في مقهى الحي. «صورة ناعمة ورقيقة» فيلم عن الألم والخسارة، ومحاولة التصالح مع الموت من خلال السينما والأشخاص الذين نلتقي بهم بلا موعد.

«قلب ضائع وأحلام أخرى من بيروت» لمايا عبد الملك

أسئلة جوهرية حول الأدب والسينما في مواجهة مآسي الحرب والعنف والموت تطرحها اللبنانية رانيا أسطفان مع الكاتبة السورية المعارضة سمر يزبك، من خلال فيلمها «السهل الممتنع: عن الحوار مع سمر يزبك» (70 دقيقة ــــ 2022 ــــ 4/5 ـ س: 20:00 ـــ «مونتاني»). من جهته، يعود ماهر أبي سمرا بفيلم «الشاطئ الآخر» (62 دقيقة ــ 2022 ـــ 1/5 ــ س: 20:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما»). صاحب «شيوعيين كنّا»، يرافق هنا الصديقين القديمين سيلفانا ومحمد اللذين يحبّان التنزه معاً، هي في كرسيها المدولب وهو فاقد البصر متكئاً عليها. هو يدفع كرسيها وهي ترشده إلى الطريق. يتشاركان التجارب المؤلمة نفسها ويصران على العيش والتحرك بشكل مستقل في الشوارع. رافق المخرج اللبناني البطلين على مدار عام كامل، وتابع لقاءاتهما بين بيروت وباريس. وبعد فيلمها الوثائقي «لي قبور في هذه الأرض» (2014 ــ 110 د.) الذي استعاد حقبة الحرب الأهلية وما رافقها من مجازر وعمليات تهجير طائفي، تقدّم اللبنانية رين متري «اثنا عشر سريراً» (100 د ــــ 2022 ـــ 5/5 ــ س: 20:00). يستعيد الشريط أطفال الشهداء الذين قضوا الذين يُعرفون باسم «أطفال الثورة» إبان الثورة الفلسطينية في أواخر الستينيات. تابع هؤلاء الصغار حياتهم ودراستهم في دار للأيتام في بلدة سوق الغرب في جبل لبنان. ووجد بعضهم الخلاص في الفرقة الشعبية التي أسّسها الفنان عبدالله حداد في مطلع السبعينيات. وسرعان ما أصبحوا رمزاً للثورة، جابوا العالم في حقبة تميزت بالحشد العالمي للقضية الفلسطينية. وعرفوا وهج الشهرة قبل أن تدخل ذكراهم طي النسيان. في الفيلم والعمل، يعود كلٌّ من فايز وبشار وهيام وعريفة وحوريّة وغسان وسميحة، إلى مكان الطفولة العابق بالذكريات، ليشاركوا رواياتهم الخاصة عن التهجير والاستشهاد والضياع والحرمان.

مشاركات عربية وأجنبية
بعد فيلمه «بيت الراديو» (2013)، يعود أحد أعظم صانعي الأفلام الوثائقية، الفرنسي نيكولا فيليبير بفيلم جديد يحمل عنوان «على قارب الأدامان» ( 28/4 ـــ س: 20:00 ـــ «مونتاني») الذي حصد جائزة الدب الذهبي في «مهرجان برلين» الأخير. يدور الفيلم في مركز رعاية نهاري عائم يطفو على نهر السين في قلب باريس. يستقبل المركز البالغين المصابين باضطرابات عقلية، ويتتبع الحياة اليومية للمرضى ومقدّمي الرعاية الذين يبتكرون طرقاً جديدة للعلاج. يقدم المركز نوعاً من الرعاية التي تساعدهم على التعافي أو الحفاظ على معنوياتهم.
الافتتاح اليوم مع وثائقي مايا عبد الملك الشاعري الذي تتناغم فيه صور المدينة مع يوميّات سكّانها

يحاول الفريق الذي يدير المركز مقاومة تدهور الطب النفسي وتجريده من إنسانيته. ومن المواعيد الأساسية في المهرجان، فيلم فرنر هيرتزوغ «النار الداخلية: ترتيلة لكاتيا وموريس كرافت» (1/5 ـــ س: 18:00 ـ «غالاكسي غراند سينما»). هنا يرثي السينمائي الكبير كاتيا وموريس كرافت، عالمي البراكين ومخرجين فرنسيين أسطوريين لم يترددا بالتضحية بحياتهما من أجل توثيق أروع الانفجارات البركانية في القرن العشرين. قضى كاتيا وموريس نحبهما في انفجار الحمم البركانية بينما كانا يصوران مشهداً على جبل أونزين في تموز (يوليو) 1991. كما فقد 43 شخصاً حياتهم، بينهم صحافيون وفرق إطفاء وإنقاذ محلية. بالاعتماد على أرشيف الأفلام الشخصية لعالمي البراكين، يستكشف هيرتزوغ افتتان البشرية بواحدة من أكثر القوى عنصريةً على كوكبنا.
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، تنجو أورورا مارديغانيان من الإبادة الجماعية للأرمن. تهرب إلى مدينة هوليوود، حيث تصبح أحد الرموز البارزة للكفاح من أجل العدالة. يحيي فيلم المخرجة إينا ساهاكيان «بزوغ شمس أورورا» (96 د ـــ 2022 ـــ 2/5 ـــ س: 20:00 ـــ صالة مونتاني) شخص أورورا وقصتها المُلهمة على حد سواء، من خلال مزيج من الرسوم المتحركة، ومقاطع فيديو لأورورا المسنّة وهي تروي حكايتها.
لبنان يحضر في الأعمال الأجنبية أيضاً من خلال «بحر وتراب» (73 د ــ 2023 ـــ 3/5 ـــ س: 17:30 ـــ «مونتاني») للبريطاني دانيال روغو. نكتشف أنّ في لبنان أكثر من مئة مقبرة جماعية تعود إلى الحرب الأهلية، وهناك آلاف العائلات التي تنتظر ذويها المفقودين أو رفاتهم من أجل دفنهم بطريقة لائقة على الأقل. يستكشف الفيلم العنف الخَفي تحت أبنيتنا ومدارسنا ومقاهينا وفنادقنا. وبينما تكشف الكاميرا هذه الأمكنة، نسمع أصوات قصص تم محوها من الذاكرة. أما المخرج العراقي الفرنسي عباس فاضل، فيعكس في «حكايات البيت الأرجواني» (30/4 ـــ س: 17:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما») صورة لبنان المعاصر من خلال كاميرته ورسوم زوجته نور بلوق. من بيتهما الأرجواني في جنوب لبنان، بدأ فاضل وزوجته في استكشاف بلد متعدد الأوجه يقف على حافة الهاوية. مسترشدين بوجهة نظرهما فقط، يحاول كل منهما، من خلال فنه، فهم جمال ومصاعب بلد كريم يكافح لإطعام أطفاله.

في «بحر وتراب» للبريطاني دانيال روغو. نكتشف أنّ في لبنان أكثر من مئة مقبرة جماعية تعود إلى الحرب الأهلية


المخرجة المصرية سماهر القاضي تتبع في فيلمها «كما أُريد» مجموعة من النساء الغاضبات ضد الاعتداءات الجنسية التي حدثت في ميدان التحرير في القاهرة، إبان الذكرى الثانية لـ«ثورة 25 يناير 2011». تتبعهن المخرجة حاملةً جنينها وكاميراتها في رحلة معمّقة تعود بها إلى طفولتها في فلسطين.
أخيراً، من أهمّ الأفلام التي تُعرض في المهرجان شريط برت مورغان Moonage Daydream (6/5 ــــ س: 18:00 ـــ «غالاكسي غراند سينما»)، العنيف والمشحون عاطفياً. إنه علامة بارزة في الأفلام الوثائقية. معجزة مورغان، لا شيء يضاهيها، كأنّه هدية من ديفيد بوي (1947- 2016) إلينا. صنع برت فيلمه بيد تقدر حقاً قيمة أسطورة الروك والبوب البريطاني وتحافظ على جوهره على المستويين الموسيقي والسردي. جميعنا تأثّرنا وما زلنا بديفيد بوي. وبعد ساعتين وربع ساعة، سوف يجعلك برت مورغان مؤمناً به مرة أخرى.

* مهرجان «شاشات الواقع»: بدءاً من اليوم حتى 7 أيار (مايو) ـــ العروض تتوزّع على «سينما مونتاني» (المعهد الفرنسي في لبنان) و«غالاكسي غراند سينما» ـــ عروض أخرى في طرابلس (الرابطة الثقافية في 10 و11 أيار)، وصيدا (مسرح وسينما إشبيلية في 12 و13 أيار)، وحمّانا (بيت الفنان حمّانا في 19 و20 أيار). للاستعلام: metropoliscinema.net