سرحت كاميرا محمد سامي في الطرقات وأعادت تدويرها بلغة عذبة
وهو لا يشذّ في هذا الموسم عن ذلك، مع انقسام أكبر حول مسلسله «جعفر العمدة» (إخراج محمد سامي). بعيداً عن الحالة النقدية وإطلاق أحكام القيمة حول المسلسل، لعلّه يكفي أنه يعيد الزينة إلى الأضواء التي تستحقها. الحديث ليس هنا، بل عن لبنان. قدّم المسلسل لبنان كما لم تتمكّن غالبية الدراما المحلية أن تقدّمه ولا حتى المشتركة التي يُجرّ إليها النجوم السوريون كــ «دونجوانات» تبدّل بينهم نادين نسيب نجيم على مزاجها! (بالمناسبة حتى نادين نجيم صارت تمثّل أكشن مثل محمد رمضان). يزور «جعفر العمدة» لبنان مع زوجته، فنراه بلداً وادعاً، بلغة بصرية مكثفة عل مدار نصف حلقة، تصدّر جمالاً وافراً وخصوبة بالغة.
تنجز على مستوى الترويج السياحي ما يجب أن يكون معنياً فيه اللبنانيون أنفسهم في الإعلام والدراما حكماً. لكن صورة محمد سامي ومنطقه البصري والتقاطاته الذكية وبناء السينوغرافيا الجمالية، صدّرت لبنان كبلد سياحي فعلاً، كما هو حقاً.
غاصت في الخضرة، ورصدت صوت هدير الماء، ونبشت في فنادق مبتكرة بسحر تصميمها بالتماهي مع الطبيعة، أو صنعت عدسة الكاميرا فنادق تفتح الشهية على مواسم السياحة. سرحت تلك الكاميرا في الطرقات وأعادت تدويرها بلغة عذبة. فعلاً من يشاهد لبنان في «جعفر العمدة»، يشتهي أن يزوره. إذاً، في نصف حلقة فقط، صدّر محمد سامي لبنان بالصيغة المثلى وتخطى عشرات المخرجين الذين سبق أن جالوا هذا البلد الصغير طولاً وعرضاً، من دون أن يعرفوا كيف يمكن تصديره جمالياً وترويجه سياحياً، إلى جانب الحديث المتكرر في أكثر من عمل عن اقتحامات البنوك من قبل مواطنين مغلوب على أمرهم كي يحصّلوا أموالهم المنهوبة وشقى أعمارهم!
وسام...
«جعفر العمدة»: يومياً ــ الساعة 23:15 على dmc
19:15 على «dmc دراما»، وعلى «شاهد»