القاهرة | جثة تختفي، رجل يتحوّل إلى قرد، ولصّ تأكله قطط مسعورة، وفي الخلفية ألحان صوفية وموزاييك درامي ينفرد بصوغه المؤلف محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي في مسلسل «السبع وصايا». بات في حكم المؤكّد أنّ نجاح «السبع وصايا» سيتخطّى ما حقّقه مسلسل «نيران صديقة» العام الماضي، رغم ثبات المؤلّف والمخرج وثلاثة من الأبطال. كلا العملين ينتمي إلى دراما التشويق التي تقوم على أحداث قد لا يقبلها العقل، لكنها تحظى بمتابعة المتفرّجين.
«في نيران صديقة»، كان المحور كتاباً يَقطر دماءً وتمتلئ سطوره تلقائياً بخطايا الأبطال الستّة، ورحلتهم للتخلّص منه ومن ماضيهم، فيرتكبون جرائم جديدة كل يوم. أما «السبع وصايا» فيبدأ بجريمة قتل يشترك فيها 7 أشقاء، والضحية هو الأب. لكن جثة الأب تختفي في نهاية الحلقة الأولى. وعلى عكس «نيران صديقة»، فإنّ أبطال «السبع وصايا» ينتمون إلى الطبقة الشعبية، ويذهبون إلى الموالد ويتفرّقون في مدن عدّة، ما جعل الجمهور أكثر ارتباطاً بالعمل وبالجثة التي اختفت. ويقدّم العمل الجديد مفاجآت كثيرة، ربما أكثر من «نيران صديقة» الذي كان يدور على الأقل بالنسبة إلى فئة كبيرة من الجمهور حول طبقة رجال الأعمال وصراعاتهم. لكنّ المسلسلين يتطلّبان مشاهد ذات قدرة كبيرة على التركيز والإخلاص. هكذا يراهن المؤلّف منذ البداية على دخول سباق رمضان، قاصداً فئة من المشاهدين ليست بحاجة لمتابعة عدد كبير من المسلسلات، وليست من النوع الذي يتغاضى عن بعض الحلقات ثم يكمل متابعة العمل من دون أن يشعر بأن شيئاً ما ينقصه من التسلسل الدرامي.
في «السبع وصايا»، لا مجال للتفريط بمشهد واحد، الحلقات كلّها تنتهي بمفاجآت. بعد اختفاء الجثّة (الأب)، يضطر الإخوة الطامعون في الإرث لشراء جثّة بديلة لإتمام الاجراءات، فيفاجئهم الطبيب بأن والدهم المزيّف مات مسموماً، فيهرب 6 منهم، وتدخل الأخت الكبرى (رانيا يوسف) السجن خلف القضبان. في ستّ مدن تفرّق فيها الأشقاء، يلهث الجمهور يومياً لمعرفة مصير كل شخصية انتظاراً لاجتماع الكلّ في النهاية، إذ وعد الأب بأن تعود جثّته عندما ينفّذون وصاياه.

ينتمي الأبطال
إلى الطبقة الشعبية ويذهبون إلى الموالد

أما تتر المسلسل، فمن أشعار محيي الدين بن عربي، وقد أثير حوله جدال كبير بخصوص صواب اختيار قصائد «الشيخ الأكبر» لهذا المسلسل ومدى تعبيرها عنه. منطقة جدال أخرى فتحها المسلسل باستخدامه ألفاظاً نابية وشديدة القسوة، دافع عنه أمين راضي بأن الألفاظ مناسبة للشخصيات التي تنطق بها، وليست مقحمة على الدراما. وينتظر الجميع نهاية المسلسل، وهناك من يتوجّس من أن تكون كل الأحداث خدعة صنعها لهم أمين راضي وخالد مرعي. هناك إجماع على نجاح ممثل «السبع وصايا» في تحوّل الشخوص إلى شخصيات من لحم ودم ارتبط بها الناس وتعاطفوا معها رغم ما التصق بها من خطايا، سواء المخضرمين مثل سوسن بدر وصبري فواز ورانيا يوسف التي أدهشت الجميع بنضوجها الفني، أو هؤلاء الذين لم يحصلوا قبلاً على فرص لبرهنة موهبتهم التمثيلية الحقيقية كهنا شيحة ومحمد شاهين وهيثم زكي. ولا ننسى الممثلين الجدد الذين حازوا من الجمهور صكّ النجومية سريعاً بفضل «السبع وصايا» أبرزهم وليد فواز وناهد السباعي والوجه الجديد الأكثر نجاحاً في رمضان ابتهال الصريطي.