■ قصيدة 4
شمس صفراء في الوادي خمر أحمر بلون الدم مخطّط في السماء الشمسيّة!!!
شمس خضراء مخطّطة بهنود حمر أيّتها المجزرة المكلّلة بالعار!!!
شمس شديدة الحرارة رحلة حارقة في حدائق البنزين أيّها الموت!
مستوى شمسي وطنٌ شمسي قبيلة شمسيّة صه! منحدرُ وادٍ
عالمٌ أصفر شمسٌ زرقاء شمسٌ صفراء دوارٌ أبدي في يدي
هويس قناة النيل موقفاً أرعبَ القمر أيّتها الأسطورة المسحوقة؟؟؟
شمس؟؟؟ صفراء؟؟؟؟ شمس؟؟؟ خضراء؟؟؟ مركب؟ أزرق ووردي
نجمةٌ شمسيّة على جبين عينُها القمر قبر الفرعون
يا للخوف يا لوجع في الورك وفي عمود فقري فكّكه الغزو
نخلةٌ شمسيّة سرطانٌ متفشٍّ على مجرّة نجوم العذاب
منظر طبيعي تجريدي لإيتل عدنان (زيت على كانفاس - 20×30 سنتم - 2015)

شمس صفراء ترتجف فوق المكسيك. مكسيك يرتجف الشمس تنام
شمس خضراء وأخضر شمسي بُطء المراكب الشمسيّة على ذراعك
عالمٌ عشتُ فيه كعشبةٍ أكلتُ الحلزون وأزهاري مقطوعة
ربيع «نوبي» مدرك اغتصابٌ لشجرات لوز غير مزهرة. أزهار باهتة
عربيّ مشوّه معذّب يتقيّأ الشمس معلّقاً مشنوقاً من قدميه
شمس صفراء شمس زرقاء شمس خبازيّة شمس خضراء
أورشليم مبغى الإله أورشليم محترقة أورشليم من زجاج!

شمسٌ، قلتَ؟ صفراء، قلتَ؟ قلتَ صفراء لا لم تقل!
تلفاز كوكبي كرة صاعقة تعطي قبلةً لشمسٍ دويدة خبازية اللون
وشمس خضراء على مرج الدموع شمس في جيبي ما أفقر شمس الجيب

شمسٌ صفراء غبار ضجيج نقطة نقطة نقطة والحلقة زرقاء
يا للخوف يا لوجع في وركي شمس ساكنة وفي رأسي وفي عيون لعب الأطفال
شمس شتويّة ليليّة مخدرة جدلية ويمنية
يمنٌ أصفر كلقاح زهر اليمن وثلج جبال السييرّا. موت النهار
شمس صفراء دوار بلا لون شمس تأكل شجرات اللوز.
نخلة شمسيّة متاحف نواويس وعفونة البحر أرمل. نعم.
شمس دمّاعة مخدرة بالورد سابحة الآن في السديم
شمس خضراء وخبازية متوارية نخاع عظام في المحبرة أفق مسدود
عالم ينتظر شمسٌ شمسيّة قارعة الباب تأكل كلماتها
شمس قاتلة للإله. في الفوضى الصفراء سيارات تشارك في سباق الرالي
شمس نائمة على الطريق السريع وشريفٌ يفحص دقّات قلبها. أمرٌ يضحكني كثيراً.
؟؟؟ عندما فتح المبغى أبوابه وجدنا شمساً تمارس الحب
شمس صفراء تتثاءب فوق بيروت فيما باريس تحتضر ونيويورك يُغمى عليها.
أيها الزمن المفكّك.

■ «قصيدة 7»

شمس حربٍ في بيروت نيسان صاخب ريح باردة في السفن
شمس صفراء على صارية عين في فوهة بندقية ميت من فلسطين
شمس خبازية في جيب صديقتي نزهة في باريس
طير على إصبع قدم فلسطيني ميت ذبابة لدى الجزار
بيروت – حمض – الكبريتيك قف الكرنتينا تحرق مجانينها قف بيروت
شمس في الإصبع شمي في الشرج شمس تمتطي الفيل
شمس وحش أرمني آكل لحوم البشر دملة على مراكب الشحن!!!!
شمس صفراء على الوجه سرطان على الفلسطيني مصيبة النخيل
سافرت على مركب تحت البحر حيث الأموات والأحياء نعم نعم نعم
شمس سوداء 24 جثّة سوداء في نعش واحد عين سوداء ساهرة
شاهدت صقراً يلتهم مخّ طفل في مزبلة في «الدكوانة»
شاهدت شمساً منطفئة تُستخدم كرةً في «صبرا» شطرتُ السماء
شمس معطوبة نخرتها الديدان تخيّم على بيروت الصمت يباع بالكيلو
أيّها البدو المغطّون بنواويس قمر موشوم سيمطركم بالديناميت
شمس ملغّمة طفل ملغّم سمكة ملغّمة والشارع ملغّم
كلوا وتقيّأوا الشمس كلوا وتقيّأوا الحرب سمعتُ ملاكاً ينفجر
شمس حيوانية تزحف على عمودي الفقري وتأكل عنقي. شعرها
شعرها يتساقط في الشوارع، الفاشية بلباس أخضر تستمني بنادقها
أيتها المغامرة المعكوسة! رأيت بيروت المجنونة تكتب بالدم الموت للقمر!
صاروخ يخترق البيت. رصاصات تفرقع. مخزنٌ يُخلع. هرّة تُداس
أنا أخذت الشمس من ذيلها ورميتها في النهر. انفجار بمْ بمْ...
بيروت عاهرة قذرة ناقلة لمرضى السفلس والشمس مصابة بعدوى المدينة
شمس زرقاء متقهقرة كرديّ يقتل أرمنياً أرمنيّ يقتل فلسطينياً
الدولاب الشمسي لأعراق سوريا أيها البدو المغفلون يا شاربي الغبار
شمس خبازية مُحِبّة للماء شمس صفراء كاذبة شمس حمراء مزهوّة
بيروت – الدهاء حزبٌ نشوان بالبترول وميليشيا الزوابع نشوانة بالمجرّة
شمس في بطن مغذى بالبقول نظام نباتي دسم لشمس ليّنة
شجيرات الأوكالبتوس مزهرة العرب تحت الأرض الأمريكان على القمر
الشمس أكلت أطفالها وكنتُ صباحاً سعيداً.

■ قصيدة 33

شمس العرب نوويّة مسلولة تبصق دماً ساديّاً وتشرب الحليب

شمس تلامس مياه الفرات بأصابعها الملتصقة ببعضها
تهرول من الأطلسي إلى الخليج لتهرس عشبة طريّة

شمس موشومة تنهش الذراع التي ترفعها والأظافرَ أيضاً
تهرول من بغداد إلى بيروت لتذبح 8000 حصان
شمس معتلّة تلقي مبيداتها في غابة الصنوبر
وتذهب إلى صيد الغزال على درّاجة ناريّة
شمسٌ كسيحة تتزوّج من البدوي لتنجب له طفلاً مشوّهاً
تذهب إلى البحر ليس إلا لتبيد سمكات القرش الزرقاء
شمسٌ كتلة من دخان تحرق ميناءً بعد آخر قف دخان أسود
تلتهم غلال القمح أمام أفواه الجائعين
شمس مصابة بالكوليرا تنتقل في تيه المخيّم
تعذّب المقاتلين الفلسطينيين المنطرحين على أسرّتهم القذرة

شمس معتزّة بمجدها تشرب من مجارير الأحياء الفقيرة قف نقطة على السطر
تظن نفسها ملكة وتجلد عبيداً مشبوهين
شمس تهوي في الوادي تتضرّع إلى الجبل
تختبئ تحت الرمل لتأكل النمل بهدوء
شمس مسمومة تشتّي جواهر في العواصم الكبرى
تواكب قطيعاً من الشحاذين إلى صلاة الجمعة. تمزّق سوريا
شمس مجنونة تطارد ذيلها في السوق التجاريّة ______
الشمس تغرق في كسوف وفي غياهم الغسق.

■ قصيدة 39

حين الأحياء ينحلّون فوق أجساد الموتى المنحلّة
حين أسنان المقاتلين تصبح سكاكين
حين الكلمات تفقد معناها وتصبح بطعم الزرنيخ
حين أظافر المعتدين تصبح براثن
حين الأصدقاء القدامى يهرعون للانضمام إلى المجزرة
حين عيون المنتصرين تصبح قذائف مشتعلة
حين رجال الدين يحملون المطرقة أداةً للصلب
حين القادة يشرّعون الأبواب للعدو
حين أقدام الجبليين يوازي ثقلها وزن فيلة
حين الورود لا تنبت إلا في المقابر
حين الفلسطينيّ يؤكل كبده قبل أن يموت
حين الشمس نفسها لم تعد تصلح إلا كفناً للموتى
المدّ البشري يتقدّم...

■ قصيدة 53

وقع صراع بين الجيف والجثث أنا أحببت جثة
علّقوه من شعره على سيارة شفروليه قديمة مطلقين النار!
ساقاه متباعدتان خصيتاه معروضتان كحبّتي شمندر
ظهره قشط الإسفلت فصفّق الأولاد
الشمس هاجرت وجه النساء منذ زمن طويل
قلن الفلسطيني لا يتعب قط بما يكفيه. والأرمني كذلك
كان ذلك في حيّ "البدّاوي" في شهر آب يوم السبت
الشمس سارت في الشارع راعدة المنازل نضحت من شدّة الحرارة
رأيت رجالاً سمر البشرة ينتعلون جزمات صيد وسترات مرتخية
حتى الحمير والخنازير رفضت صحبتهم هو! هو! هو!
امرأة تنتعل حذاءً مختلفاً في كلّ قدم وقفت تنظر إليهم
كانت أجمل من العذراء أكثر امتلاءً أكثر حناناً
أرَتهم يديها الفارغتين أسنانها المذهّبة ووساعة عذابها
عذاب أوسع من البحار من المحيطات من القارّات
راحوا يضحكون يحكون هؤلاء الأنذال.

* صدر بالإنكليزيّة عام 1998، ثم تُرجم إلى الفرنسيةّ. أما القصائد المنشورة هنا فهي مأخوذة من النسخة العربية التي صدرت بعنوان «سفر الرؤيا العربي» (دار «التنوير» - 2016) ترجمتها أوديت خليفة.