قبل أن تتصدّر سوريا نشرات الأخبار بدمائها وقتلاها ودمارها وخرابها، كان «الجاز يحيا في سوريا» قد فرض نفسه موعداً سنويّاً ثابتاً في دمشق، بعدما استطاع استقطاب فنانين مرموقين من العالم، بالإضافة إلى أسماء محليّة، مكرِّساً حالة استثنائية وجدية ضمن المشهد الثقافي العام، حتى كُرِّس هذا الموعد بوصفه الأهم في مجاله ضمن محيطه العربي.
لكن بعد توقّفه عام 2010، ورحيل مديره العازف السوري هانيبال سعد أخيراً إلى هولندا بسبب الحرب، يعود المهرجان بصيغة مختلفة تفرضها وطأة الموت والحرب والتشرّد والأعداد الكبيرة من اللاجئين. بدءاً من الثامنة من مساء اليوم وفي مناسبة يوم الجاز العالمي، تحتضن ثلاثة مسارح في بيروت (بابل)، وعمان (زارا اكسبو)، ولاهاي (كورزو) حفلات مهرجان «جاز من أجل سوريا»، وستبث هذه الحفلات بالتزامن عبر نظام «سكايب».
بحسب منظميه، يهدف المهرجان إلى «التوعية، وحشد الدعم للاجئين السوريين، وجمع التبرّعات لشراء آلات موسيقية لورش عمل مع الأطفال في مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن». كما يدعو إلى نبذ العنف والتطرف والتفرقة وفق هانيبال سعد.
أمسية تجمع سوريين ولبنانيين معروفين دعماً للاجئين

أما الهدف الرئيس من الأمسية التي تقام على خشبة مسرح «بابل» البيروتي، فهو «منح موسيقيي الجاز السوريين وغيرهم خشبة يشاركون منها العالم رسالتهم الموسيقية للسلام من أجل سوريا». يحتضن برنامج «بابل» عدداً من الفرق السورية واللبنانية المعروفة والمهمة مثل: ثلاثي رائد الخازن، فرقة «فتت لعبت»، وفرقة الروك «طنجرة ضغط» التي تقدّم أغنيات تحاكي المجتمع وتمزج الفانك روك والبانك والإلكترو والموسيقى الشرقية، و»مبرد»، وعمر حرب، ورشا رزق، وإبراهيم سليماني، ولين اديب وفنان الراب هاني السواح، وزيد حمدان، و»سيد درويش». كذلك، سيتخلل الأمسية عرض الأعمال الموسيقية التي أنجزها اللاجئون السوريون الصغار من مخيم شاتيلا. هذه الأعمال هي ثمرة ورشات عمل أقامها هاني السواح ورفاقه. علماً أنّ هانيبال سعد أقام أيضاً ورشة عمل مع أطفال اللاجئين السوريين في لبنان، وأثمرت عن أغنيةٍ كتبها الأطفال بعنوان «اللي صار صار». وبعدما نشرت عبر موقع يوتيوب، سيتم تقديمها أيضاً ضمن Jazz for Syria.
بعد «بابل»، ستقام أيضاً أمسية جاز بمشاركة عازفين من سوريا ولبنان في نادي «يوكنكن» (الجميزة) بعد العاشرة والنصف ليلاً. الإعلان عن هذا الحدث انتشر أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وذيّل الـ «بوستر» الخاص بالأمسية بجملة هي: «إذا كانت المصالحة تبدأ من مكان، فهو الموسيقى بوصفها فنّ الحوار والتناغم والانفتاح على الآخر».



«جاز من أجل سوريا»: 20:00 مساء اليوم ــــ «مسرح بابل» (الحمرا ــ بيروت) ــ للاستعلام: 01/744033