أثار مرسوم التجنيس الأخير جدلاً واسعاً، ونال الحيز الأكبر من التغطية في وسائل الإعلام اللبنانية خلال الأيام الثلاثة الماضية. هذه الحالة من النهم إلى المعلومات حول الأسماء التي حصلت على الجنسية بموجب المرسوم، دفعت وسائل الإعلام إلى استقاء معلوماتها من وسائل التواصل الاجتماعي، التي تداولت الأسماء المسربة، بعد البحث عنها في «غوغل»، الأمر الذي نتج عنه الكثير من اللغط، نتيجة تشابه بعض الأسماء مع شخصيات عامة سورية وعربية.هذا الأمر حصل بالتحديد مع مدير إذاعة «شام إف إم» السورية سامر يوسف. إذ أوردت القنوات التلفزيونية اللبنانية إنه حصل على الجنسية اللبنانية، ونقلت هذه القنوات معلوماتها من وسائل التواصل الاجتماعي، التي وصفت يوسف بأنه يملك إذاعة موالية وتخدم «بروباغندا النظام».
بدوره، نفى سامر يوسف في اتصال مع «الأخبار» حصوله أو تقدمه للحصول على الجنسية اللبنانية، ونفى نفياً قاطعاً ما قيل بأنه دفع مبالغ مالية طائلة في سبيل ذلك. وتساءل: «كيف أحصل على الجنسية وأنا لم أتقدم للحصول عليها؟»، مؤكداً أنه «يعتز بالجنسية السورية ولم يتقدم ولا يفكر في التقدم للحصول على جنسية أخرى، مع احترامه الشديد للجنسية اللبنانية».
إذاعة «شام إف إم» التي تعرف بتبني الفن الرحباني وأعمال السيدة فيروز، نفت أيضاً على صفحتها في فايسبوك ما جاء في وسائل الإعلام اللبنانية حول حصول يوسف على الجنسية اللبنانية.
وأشار يوسف في اتصاله مع «الأخبار» إلى الحب والاحترام الكبير الذي يكنه كسوري للبنان فيروز والأخوين رحباني ووديع الصافي وجبران خليل جبران وزكي ناصيف وغيرهم الكثير. وأضاف أنه «كسوري عاش أحلك يوميات الحرب السورية التي كانت مملوءة بالقذائف والانفجارات ولم يفكر بمغادرة الوطن أو يطالب بجنسية أخرى حينها، فلماذا سيطالب الآن بعد عودة السلام والأمان إلى معظم أراضيها واقتراب الحرب من نهايتها؟!».
وبعد البحث، تبين أن الأسماء المسربة تضمنت فعلاً اسم أحد السوريين، وهو سامر أنطوان يوسف، ويبدو أن صفحات الفايسبوك بحثت عنه في «غوغل»، ووقعت في فخ تشابه الأسماء، لأن مدير إذاعة «شام إف إم» السورية هو سامر عبد الرحمن يوسف، وليس سامر أنطوان يوسف!
وكالعادة تلقفت المواقع السورية المعارضة الأسماء التي تسرّبت إلى الإعلام، مع إضافات دعائية ضد الحكومة السورية، ونقلت معلومات وسائل التواصل الاجتماعي من دون تمحيص أو اتصال بأصحاب العلاقة لتبيان حقيقة هذه المعلومات!.
­