قبل أيّام، سادت أجواء الاحتفال والترحيب في أوساط الناشطين في مجال مقاطعة «إسرائيل» بعد الإعلان أنّ النجمة الكولومبية من أصل لبناني، شاكيرا، لن تحيي حفلة في تل أبيب في 9 تموز (يوليو) المقبل. ووضعت هذه الخطوة في سجّل الانتصارات التي تحقّق على طريق حثّ الفنانين ــ لاسيّما الأجانب ــ على عدم المساهمة في تلميع صورة الاحتلال المجرم. فهي جاءت بعد حملة واسعة شملت دولاً مختلفة حول العالم لحثّ الفنانة البالغة 41 عاماً على «عدم ترفيه العدو». علماً بأنّ الموعد الإسرائيلي كان سيعقبه آخر لبنان في افتتاح «مهرجانات الأرز الدولية» في 13 من الشهر نفسه.في غضون ذلك، وفيما تزداد أسماء الفنانين والمثقفين الغربيين المقاطعين للكيان الصهويني، تصرّ مجموعة من وسائل الإعلام اللبنانية (ناهيك عن الحسابات الإفتراضية والمواقع الإلكترونية) على التقليل من قيمة ما يجري، والتعاطي مع الاحتفاء على أنّه مجرّد «وهم» و«ادّعاء»، لأنّ حفلة صاحبة أغنية Waka Waka في تل أبيب «لم يُعلن عنها أصلاً» ولم تدرج ضمن قائمة حفلات شاكيرا الرسمية.


في طليعة هذه الجهات كانت صحيفة «النهار»، تليها قناة mtv. نشرت الأولى، أوّل من أمس، مادّة «حيادية» بعنوان «شاكيرا لن تحيي حفلاً في تل أبيب... «انتصار للناشطين العرب والأجانب؟» ، شكّكت فيها في أن يكون ما حصل نجاحاً. بدأ النص بتغريدة شركة «لايف نايشن» الأميركية المسؤولة عن تنظيم حفلات حول العالم، أكدّت أنّ التقارير الإعلامية حول غناء شاكيرا في تل أبيب «خاطئة»، وأنّه لم يحدّد تاريخ لذلك هذا الصيف، مشيرة إلى أنّها وشاكيرا «تأملان في تقديم عرض للمعجبين في إسرائيل مستقبلاً».
بـ «الحيادية» نفسها، أوضحت «النهار» أنّ خبر الحفلة نشر في صحيفتي «جيروزاليم بوست» و«هايوم» العبريتَيْن وعبر القناة الإسرائيلية الثانية. ومع اقتراب التقرير من نهايته، لفتت الجريدة اللبنانية الثمانينية بإيجاز إلى أنّ زيارة شاكيرا السابقة إلى تل أبيب في 2011، من دون ذكر مضمون حديثها في المؤتمر الذي عانقت فيه الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز مثلاً!. ثم عرّجت بـ «خجل» على عدم تطرّق «جيروزاليم بوست» إلى ردود الأفعال التي انطلقت عبر صفحات التواصل الاجتماعي داعية المغنية إلى عدم احياء حفلتها في إسرائيل تضامناً مع ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني وآخرها في قطاع غزة.
وأمس الأربعاء، نشرت الصحيفة نفسها مقالاً لمحمود غزيّل بعنوان «شاكيرا ألغت فعلاً حفلتها في إسرائيل وجعجع كانت على حق» ، يضم سرداً كرونولوجياً لحيثيات القضيّة، متخذاً المسافة نفسها من جميع الأطراف. وفي سياق المعلومات المسلسلة زمنياً، أضاء النص على موقف لجنة «مهرجانات الأرز الدولية» التي أكدت رئيستها ستريدا جعجع أنّه «حرصنا على الحصول على موافقة رسمية من مكتب مقاطعة إسرائيل في وزارة الإقتصاد والتجارة الذي صرّح بأنّ سجّل شاكيرا نظيف».
أما mtv، وتحت عنوان «شاكيرا تلغي في إسرائيل... وقادمة الى الأرز» ، فقد تغاضت عبر موقعها الإلكتروني عن كلّ الحملات الافتراضية المكثّفة التي حثّت شاكيرا على إلغاء موعدها الإسرائيلي، معتبرة أنّ القرار «لم تعرف خلفيّاته بعد».