المشهد لا يحتاج الى إضافات: ركام أبنية منهارة، متاريس من الرمل استخدمت كمقاعد، طاولة في الوسط مصنوعة من لوح خشبي، تسندها أحجار كبيرة في الأسفل. المشهد خلاصة صورة فوتوغرافية، نشرها جعفر عبد الكريم الصحافي اللبناني في شبكة «دويتشه فيليه» الألمانية الناطقة بالعربية على حساباته الإفتراضية صباح اليوم. الصورة المأخوذة من مدينة الموصل المدمرة، والتي حوّلت بقعة منها الى استديو لبرنامج «شباب توك»، لم تحتج طبعاً الى ديكور، ولا اي إضافة جمالية تلفزيونية. الصورة صافية، تشي بالعوامل المتراكمة فيها، بحجم المأساة التي ألّمت بالعراق وأهله، وإرادة الصمود البادية اليوم على وجوههم. البرنامج الذي يتوجه الى الشباب العربي، ويستطلع أحوالهم عن قرب، وقضاياهم، ويشكل منبراً لهم، ولأفكارهم وآرائهم المتنوعة، حطّ في العراق هذه المرة، وصوّرت حلقاته في بغداد وجنوب البلاد، على أن تعرض في القريب العاجل. بدا في الصورة، عبد الكريم والى جانبه ضيوف من الموصل، يحوطهم جمهور شاب يجلس على كراس بلاستيكية، وينتظر دوره في النقاش. ربما، تكفي هذه المشهدية للتعبير أكثر عن الموصل وسكانه، سيّما الشباب منهم، والتحديات التي يواجهونها، واختصرت أوضاعهم الحالية، بلقطة واحدة.