الافتتاح مع فيلم «منازل بلا أبواب» للسوري آفو كابرئليانيأخذنا المخرج السوري الشاب إلى خطوط التماس في مدينة حلب السورية، من خلال تتبع التغييرات التي تطرأ على حياة عائلة أرمنية تعيش في «حي الميدان»، قبل أن تغادر إلى بيروت عام 2015. بينما يصوّر الشارع والجيران عن شرفة المنزل، يستحضر كابرئليان التهجير الأرمني، قبل مئة عام، إلى «حي الميدان» الذي يستقبل حالياً عدداً كبيراً من النازحين السوريين من مناطق أخرى. نعثر على سوريا أيضاً في «قصة حب سورية» (67 د ــ 22/7) لشون ماكليستر. استغرق العمل على انجاز الفيلم الوثائقي 5 سنوات، قام خلالها المخرج البريطاني بمطاردة قصة حب من سوريا إلى بيروت ثم أوروبا. يقدم ماكليستر توصيفاً لحالة الفرار التي تسكن الزوجين اللذين تعرفا على بعضهما بعضا في أحد السجون السورية قبل عشرين عاماً، لتبدو حالة الفرار رمزية لحالة الشعب السوري الهارب من الحرب والعنصرية. الشريط الطويل الخامس هو وثائقي «أرق» (95 د) لديالا قشمر الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في «مهرجان دبي السينمائي» (2013). تدخل المخرجة اللبنانية إلى «حي اللجا» البيروتي، وإلى يوميات أبطاله، لتنتزع وجه الضحية القابع خلف الأقنعة المشاكسة التي يرتدونها طوال الوقت. يعيش هؤلاء حياة عبثية، فيما لا تملك القوى الأمنية تصنيفاً لهم سوى أنهم خارجون على القانون. وإذ تكشف عن وجوه أبطالها، تظهر قشمر الظروف الإجتماعية العنيفة التي تعيشها معظم الأحياء الشعبية في بيروت ولبنان، محوّلة أبناءها وقوداً للحروب والعنف والقتل والمخدرات. يختتم المهرجان مساء السبت 23 تموز (يوليو) مع الفيلم الوثائقي الطويل الآتي من بلاد المعلم آكي كوريسماكي. في «غضب أبيض» (73 د) يرجع المخرج الفنلندي آرتو هالونين إلى التأثيرات الأولى لنشوء العنف والإجرام لدى بعض الأشخاص بسبب صدمات الطفولة. هكذا يتتبع التطور النفسي والذهني لبطله الشاب لوري، الذي صارت تسيطر عليه فانتازيا القتل، بعدما تحمّل السخرية والإذلال طوال سنواته الدراسية. كذلك، يخصص المهرجان يومه الثاني (22/7) لعروض أفلام الأنيميشن العربية والأجنبية، إذ نشاهد «عشاء للبعض» (10 د ــ 2014) لليوناني ناسوس فاكاليس الذي يحول العشاء إلى استعارة للنظام العالمي القائم والتقسيم غير العادل للثروات. في «الفالس الميكانيكي» (6 د ــ 2015)، يرسم البلجيكي جوليان ديكمانس طريق التحرر من سلطة نظام قمعي يقود حيوات مواطنيه بروتينية قاتلة. نشاهد أيضاً «جنة المغفل» (6 د ــ 2016) للأردني حسام إسماعيل، و«موت الضوء» (4 د ــ 2008) للفلسطيني عامر الشوملي الذي يصوّر اليأس اليومي الذي يحاصر الفلسطينيين، بينما يمارس التركي آيسيه كارتال رقابة ذاتية في «الركض إلى الوراء» (4 د ــ 2013)، منتقداً الرقابة على الصحافة، لتظهر الأردنية رزان هيكل حالة اللاجئ السوري العاطفية في «أنا إنسان» (6 د ــ 2014). في 23 تموز، يستضيف المهرجان مشروع «سفريات سينما»، بالتعاون مع «المعمل ٦١٢ في الأردن»، وبرعاية «آفاق». يستحضر «سفريات» خطّ السفريات الذي كان ينقل الركاب بين عمان والشام وبيروت قبل الحرب السورية من خلال عرض صور ووثائق أرشيفية لذلك الخط، قبل عرض خمسة أفلام وثائقية وروائية قصيرة حول السفر هي «حب تحت الحصار» (15 د) للسوري مطر اسماعيل، و«انتفاض» (9 د) للأردنية ديمة دبس، و«لعبة ترانزيت» (18 د) للبنانية آنا فهر، و«كان يمكننا، كان علينا، لم نفعل» (11 د) للألماني ديفيد م. لورينز، و«سايبة» (16 د) للبناني باسم بريش. وتزامناً مع القرار العنصري لمحافظ بعلبك بشير خضر القاضي بمنع تجول النازحين السوريين في بعلبك من السادسة مساء حتى السادسة صباحاً طوال فعاليات «مهرجانات بعلبك الدولية» على خلفية الأحداث الأخيرة في بعض المناطق، تبدو ندوة «الآخرون» (22/7) محطة مهمة وراهنة. تتناول الندوة الحوارية النظرة العامة العنصرية تجاه اللاجئين من وجهات نظر ثقافية وقانونية ودولية بمشاركة مدير «الرابطة السورية للمواطنة» حسان عباس، والمحامي والناشط اللبناني نزار صاغية، والباحثة الإجتماعية اليمنية رشا جرهوم.
«مهرجان الكرامة لأفلام حقوق الإنسان»: من 21 حتى 23 تموز (يوليو) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ــ بيروت). للإستعلام: 01/204080