“لي ذكريات كثيرة مع زفزاف (محمد زفزاف الأديب المغربي الراحل)، كان جارنا في حي المعاريف. عشت معه قبل المرض وبعد المرض، ولاحظتُ كيف انفضَّ عنه أصدقاؤه، حتى أقرب المقربين إليه، حين توغل السرطان في جسده. بقي وحده، فكنت أرافقه إلى حصص العلاج الكيميائي. وكان يقول لي، وهو يرى حالتي الصحية: “إنك تحملين موتك معك”.والواقع أن الموت الحقيقي الذي يصيب الكاتب، هو الموت الرمزي، هو الإقصاء والتهميش. يطبع روايته على حسابه الشخصي، بعد أن يقتطع ثمنها من صحته ودوائه، فلا يهتم بها أحد. يموت ببطء، فلا يلتفت إليه أحد! لقد عانيت شخصياً الكثير من الإهمال واللامبالاة. ربما لكوني اخترت أن يكون لي اسم من دون وساطة، أو توصية من جهة ما. منذ البداية، رفضت مسار القطيع أو الانتماء إلى حزب ما. ويبدو أن هذا التوجه كان وبالاً عليَّ.
وما قاله زفزاف عن موتي لم يُخِفني أبداً، لأنني قابلتُ الموت مراراً…!
* (مقتطف من حوار أجراه مع الكاتبة بوشعيب الضبار)