مهى زراقطيقدم جورج صليبي هذا المساء حلقة استثنائية من برنامج «الأسبوع في ساعة» على NTV. ضيفه هذا المساء هو العماد ميشال عون، والحوار سيكون حافلاً عشية ذكرى 13 تشرين الأول. كيف ينظر صليبي إلى البرامج الحوارية السياسية؟

هذه المرّة الثانية التي يقدّم فيها جورج صليبي حلقة استثنائية من برنامجه الأسبوعي “الأسبوع في ساعة”. المرّة الأولى كانت مع الأمين العام لـ“حزب اللّه” السيّد حسن نصر الله مطلع العام، تزامناً مع انطلاق جلسات الحوار الوطني، والثانية هذا المساء مع العماد ميشال عون.
“عندما تكون هناك أحداث كبيرة يحصل الاستثناء. والحدث السياسي هذا الأسبوع متجه إلى مهرجان الأحد الذي ينتظره كثيرون، يريدون أن يعرفوا ما سيقوله العماد ميشال عون. لذلك، ارتأينا في محطة «نيو. تي. في» أن نعدّ حلقة خاصة في هذه الذكرى ونستبق الحدث، وخصوصاً أن تاريخ 13 تشرين الأول (ذكرى إخراج ميشال عون من قصر بعبدا)، يصادف يوم الجمعة أيضاً”. هكذا يبرّر صليبي إطلالته هذا المساء، التي لن تلغي حلقة الأحد المعتادة. وهو لا يرى أنها غريبة في بلد كلبنان حيث تشكّل برامج “التوك شو” السياسي «مادة دسمة، وتحقّق نسبة مشاهدة عالية».
كما أنّها ليست المرّة الأولى التي يستقبل فيها صليبي الجنرال عون، بل هو لا ينجح في إحصاء عدد المرات التي استقبله فيها، منذ ذهب إلى باريس للقائه قبل عودته في 7 أيار من العام الماضي. كيف يفسّر هذا العدد من الاستقبالات المتكرّرة في فاصل زمني قصير نسبياً؟
يرفض صليبي أن يكون السؤال مقتصراً على عون وحده، فـ“الأسماء كلها تكرّرت في خضم الاحتقان السياسي الذي يعيشه البلد”. ويضيف: “صارت وجوه كلّ السياسيين مستهلكة. قد يعود ذلك في المقام الأول إلى كثرة المحطات التلفزيونية، وعدد البرامج السياسية فيها. هذا بالإضافة إلى غنى لبنان بالسجالات التي لا تنتهي، وعدد الأقطاب السياسيين المحدود، وهم يتنقلون من شاشة إلى أخرى”.
وفيما يحدد الفاصل الزمني لاستضافة الشخصية نفسها بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، يعتبر أن “التطوّرات السياسية المتسارعة هي التي تفرض الضيوف. وأحياناً يمكن أن تمرّ سنة من دون أن نستضيف الشخصية نفسها، إذا لم يكن لديها ما تقوله».
عندما بدأ جورج صليبي العمل محاوراً سياسياً (عام 2001)، بعد ثلاثة أشهر من التحاقه بـ“تلفزيون الجديد”، كان يريد استضافة شخصية واحدة لمدة ساعة من الزمن، على غرار البرنامج الأميركي الشهير “ستون دقيقة”. لكنه سرعان ما أجرى تعديلات على فكرته، لأن “طبيعة المشاهدين في لبنان والعالم العربي فرضت علينا بعد سنة أن نمدّد البرنامج ليصل إلى ساعتين وأكثر، مع استضافة أكثر من شخصية، إذا لم يكونوا من أقطاب النقاش السياسي”. ويعزو استضافة أكثر من شخصية في البرنامج أيضاً إلى “ذوق المشاهد العربي الذي يحب أن يتضمن البرنامج سجالاً وشجاراً”.
هنا ندخل إلى الاتهام الموجه إلى برامج “الحوار” السياسي بأنها تسهم في جو الاحتقان و“الشحن”، الأمر الذي ينفيه صليبي، إذ يعتبر أن الأخيرة غالباً ما تكون ضحية للسياسيين الذين يستخدمونها، ويرفض أن يجري السياسيون تصنيفاً لوسائل الإعلام: “يفترض بكل قطب أن يطلّ على كل شاشات التلفزة المحلية، ويتوجه إلى كل فئات المشاهدين إذا كان يعتبر أن لكل محطة فئتها”.
ألا يعني هذا أن يحلّ رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري أو رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” ضيفاً على “نيو. تي. في”؟
يؤكد صليبي أن “تلفزيون الجديد” لا يضع “فيتو” على أي شخصية سياسية، وأنه بادر أكثر من مرة إلى طلب استضافة الدكتور جعجع في برنامجه، لكنه كان دائماً يتلقى الأعذار، علماً أن “دعوته مفتوحة دائماً”. أما بالنسبة إلى سعد الحريري فهو “قليل الظهور الإعلامي، ولم يطلّ على الشاشات العربية إلا مرتين”. ويستطرد: “من وجهة نظر مهنية وموضوعية، يفترض أن نرى يوماً ما الدكتور سمير جعجع على شاشة “المنار”، والسيد حسن نصر الله على “إل بي سي”، والشيخ سعد الحريري على شاشتنا”.
وهل من الممكن أن نرى السيّد نصر الله والنائب وليد جنبلاط في برنامج واحد؟
يبتسم صليبي لهذا السؤال الذي يعتبره حلماً ويؤكد استحالة حصول هذا الأمر: «لا يمكن تحقيق كل الأحلام. هي ببساطة أحلام غير واقعية، على الأقل في الوقت الحاضر»، لكنه يغرق في تخيّل لقاءات مستحيلة أخرى مثل «العماد عون والشيخ سعد». ويؤكد أنه من الصعب جداً أن نجد برنامجاً سياسياً يجلس فيه قطبان من الصف الأوّل سوياً.
حيال هذا الواقع، لا يخفي صليبي شعوره أكثر من مرة بالندم لاختيار هذه المهنة: “أقول لنفسي، شبعنا ضحكاً على الناس وكلاماً لا يوصل إلى نتيجة. أعتقد أنني كنت سأؤدي دوراً أكبر لو اخترت البرامج الاجتماعية أو الثقافية... مقابلة واحدة مع شخصية مثل السيدة فيروز يمكنها أن تغنيني عن كل ما أقوم به».
لا يغرق صليبي كثيراً في الحلم، فلدى سؤاله عن شخصيات يرغب في لقائها، يقول من دون تردد “السيّد حسن نصر الله فهو شخص عميق، يتمتع بالكاريزما، إضافة إلى نسبة المشاهدة المرتفعة التي يحققها”. وعن اختياره بين مقدم برامج سياسية ومذيع نشرة الأخبار، يجيب من دون تردد: “أفضل العمل محاوراً سياسياً، علماً أن عملي في الأخبار يفيدني جداً في إعداد برنامجي”.

الثامنة والنصف مساء على شاشة “نيو تي في”