لم يمر وقت طويل بعد على “اختراق” “أم بي سي” و“الجزيرة” و“أل بي سي” منطقة المغرب العربي، لذا قد يبدو الحديث عن نجاح تجربتها الإعلامية الحديثة مبكراً. لكن جمهور الشارع المغاربي بدأ يطلق صيحات الفرح لأن الفضائيات شرعت تنفض غبار النسيان عن المنطقة المنسية. وفيما سُجّل لـ “أم بي سي” أنها كانت السباقة في دخول المنطقة، نجحت القناة السعودية بفضل عرض برامجها في توقيت يراعي أوقات الذروة في المغرب العربي، في تحقيق نسبة مشاهدة عالية. وبعد النتيجة المرضية التي حققتها في رمضان، ها هي تكسب “التحدي” الذي سجل مشاهدة جيدة وترحيباً كبيراً من الصحافة. إلا أن اللافت هو مراعاة القناة لتوقيت الجزائر والمغرب وتونس على حساب موريتانيا وليبيا.
وتبدو مهمات قناة “الجزيرة” التي دخلت المغرب العربي من أبواب مكتبها الجديد في الرباط، عسيرة. ولأنها تهتمّ بالأخبار السياسية أكثر من البرامج الثقافية، تعترض القناة موجة انتقادات مستمرة، تتهمها بالانحياز للمغرب وسياسته على حساب الجزائر وتونس وغيرهما. وبعيداً من حمى الحساسيات السياسية، فإن نشرة “الجزيرة” للمغرب العربي التي تبثّ من الرباط، لا تناسب البتة توقيت الجزائريين مثلا. إذ تعرض عند الحادية عشرة ليلاً بتوقيت الجزائر، وفي هذا الوقت يكون الناس عادةً نياماً! والأدهى أن المسؤولين عن مكتب القناة في الرباط، غفلوا عن مراعاة قاعدة “المتلقّي”: فلا يمكن أن ينتظر سكان الجزائر الساعة الحادية عشرة ليلاً، حتى يتعرفوا إلى آخر أخبار مجلس التعاون الخليجي ... وعلى عكس المغرب وليبيا وموريتانيا التي تملك “الجزيرة” مكاتب فيها، لا تعدو نشرة أخبار المغرب العربي أن تكون نقلاً عن أخبار من التلفزيون الجزائري والتونسي. في المقابل، يحسب للقناة أنها بدأت تفتح نقاشات قيّمة عن قضايا اجتماعية تهمّ الرأي العام في المنطقة، مثل البطالة والفساد. وبقيت “ال بي سي” التي دخلت السباق منتصف الشهر الماضي. لكن معركة المحطة اللبنانية الحقيقية لن تبدأ إلا مساء غد مع انطلاق “ستار اكاديمي”. في النهاية، لم تقدم أي من هذه القنوات تقارير خاصة عن تقاليد وعادات المجتمعات في المغرب العربي، وهو أكثر ما يتمناه سكان هذه المنطقة.