لا يمكننا الحديث عن السينما المغربية اليوم من دون الوقوف عند تجربتي نرجس النجار وفوزي بنسعيدي اللذين تقتصر المشاركة العربية الرسميّة في مراكش على فيلميهما: “انهض يا مغرب” و“يا له من عالم جميل”.اشتهرت نرجس النجار بعدما شارك فيلمها “العيون الجافة” ضمن تظاهرة “أسبوعي المخرجين” في “مهرجان كان” عام 2003. والمخرجة الشابة تعود هذه المرة بفيلم “انهض يا مغرب” الذي يتناول تاريخ بلدها... ومستقبله ايضاً. يروي الفيلم قصة عجوز كان لاعب كرة قدم. يعيش هذا المتقاعد (حسن الصقلي) مع حفيدته في جزيرة قريبة من شاطئ الدار البيضاء. ويعود بالذاكرة الى الوراء، تحديداً الى المباراة النهائية التي كاد يفوز فيها لولا... أنّه أمضى الليلة، عشيّة المباراة، مع امرأة.
فوزي بنسعدي أيضاً ذهب الى كان في الدورة نفسها، إذ عُرض فيلمه “ألف شهر” يومذاك، ضمن تظاهرة “رؤيا معينة”. فيلمه الجديد “يا له من عالم جميل”، يتناول الدار البيضاء راهناً من خلال شخصية كمال المجرم المأجور (فوزي بنسعيدي). يعيش كمال في الدار البيضاء ويتلقى عروضه على الانترنت. كلّما نفّذ عملية، يهاتف بائعة الهوى سعاد (فاطمة عطيف)... ويدعوها إلى ممارسة الجنس. لكن كنزة (نزهة رحيل) هي التي تستقبل مكالمته في معظم الأحيان، فاذا به يُغرم بصوتها ويقرّر البحث عنها. من خلال تلك القصة، يُقدم لنا بنسعيدي بانوراما عن الحياة المعاصرة في هذه المدينة الكبيرة، على خلفية قصة تجمع بين أفلام العصابات والأفلام الرومانسية.