سميح القاسم لم يعجبه ـــــ كما قيل ـــــ زجّه في «شعر الشارع» الإسرائيلي، لكنّه لم يصدر توضيحاً أو اعتراضاً رسمياً ولم يطلب سحب قصيدته من لافتة الاحتلال. ولعل الأمر ليس مجرد وقاحة إسرائيلية بحق شاعر مقاومة، كما يبدو الأمر. إذ سبق للقاسم أن لبّى في السنوات الماضية دعوات إلى «مهرجان القدس العالمي للشعر» الإسرائيلي! وحين سئل في بعض اللقاءات الصحافية عن مشاركته في مهرجان شعري إسرائيلي في القدس المحتلة وهو «شاعر المقاومة»، برّر مشاركته بأنها جاءت تضامناً مع رفيق النضال مدير المهرجان الشاعر الإسرائيلي اليساري نتان زاخ المعروف بمواقفه القاطعة ضد الاحتلال.
في المقابل، نجد أنّ شاعراً إسرائيلياً هو أهارون شبتاي رفض المشاركة في هذا المهرجان ويشهّر به سنوياً لكونه «مهرجاناً يحسّن صورة الاحتلال».
وقبل سنوات، رفض شبتاي دعوة «مهرجان القدس للشعر» بقصيدة نشرها في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية شبّه فيها المهرجان بمعطّر الحمّامات الذي يوضع لطرد رائحة البراز! وحين سئل شبتاي عن رأيه في حجة سميح القاسم أي (التضامن مع نتان زاخ) كانت إجابته (شبتاي) القاطعة أنّ زاخ «كان مناضلاً في السابق لكنّ دولة الاحتلال تستغله اليوم لتحسين صورتها».
وأضاف شبتاي أنّه يقاطع الشعراء الأجانب الذين يقبلون دعوة هذا المهرجان، ولا يحترمهم! شبتاي الذي قرأنا أخيراً أن الموساد حاول اغتياله في نيويورك، كنّا قد نشرنا في «الأخبار» قصّة قصيدته ضد العدوان على لبنان التي أعلن فيها تضامنه مع المقاومة اللبنانية في تموز 2006.
(راجع «الأخبار» عدد الخميس 21 أيلول/ سبتمبر 2006)