انتخب أكثر من 700 صحافي تونسي أعضاء الهيئة الإدارية لأول نقابة للصحافيين التونسيين، وذلك بعد تفكيك جمعية الصحافيين التي كثيراً ما عُدّت مقرّبة من السلطة. وتتألف الهيئة الإدارية لهذه النقابة الجديدة من تسعة أعضاء، يتقدمهم الصحافي ناجي البغوري الذي نال 215 صوتاً، خلال الانتخابات التي جرت في ساعة متأخرة من ليل الأحد ــ الاثنين. وهو كان من أعضاء الهيئة المديرة للجمعية. يذكر أنّ أعمال المؤتمر الاستثنائي لجمعية الصحافيين التونسيين، بدأت مساء السبت بمشاركة ضيوف عرب وأجانب. وبعد مناقشة الوثائق المالية والتنظيمية لجمعية الصحافيين التونسيين، قرر المؤتمرون حلّ الجمعية، وتوريث رصيدها المادي والمعنوي إلى النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين التي عقدت مؤتمرها التأسيسي طيلة يوم أول من أمس.
وكانت جمعية الصحافيين التونسيين التي تأسست في 21 كانون الثاني (يناير) 1962، قد انضمت إلى الاتحاد الدولي للصحافيين عام 1972، كممثل للصحافيين التونسيين، ومدافع عن حقوقهم وعن حرية الرأي والتعبير في تونس. إلا أنّ هذه الجمعية تعرّضت لانتقادات واسعة بسبب قربها من النظام و«فشلها في الدفاع عن حرية الصحافة». حتى إن الاتحاد الدولي للصحافيين قرر في آذار (مارس) 2004 تجميد عضويتها فيه لفترة. وتهدف النقابة الجديدة إلى تمكين الصحافيين التونسيين للمرة الأولى، من المشاركة مباشرةً في المفاوضات مع مديري الصحف بشأن حقوقهم، فضلاً عن منحهم هامشاً أوسع من الحرية في عملهم. فهل يتغيّر المشهد الصحافي في تونس بعدما ترأس النقابة عضوٌ سابق في الجمعية المنحلّة التي كانت قريبة من الدولة؟