![](/sites/default/files/old/images/p18_20081016_pic1.jpg)
عندما نتناول تجربة ربيع أبو خليل الذي أصدر أخيراً ألبومه الجديد Em Português، نعي جيداً أنّنا في عالم شخصية موسيقية ذات هوية وشهرة عالميتَيْن، وهي بالتالي، غنية عن التعريف. بالمبدأ لا خلاف ولا حتى نقاش بشأن هذه الحقيقة المكرَّسة بواقع انتشار أعمال هذا المؤلف وعازف العود اللبناني، التي ما زالت تحقّق نسبة مبيعات كبيرة. لكن النقاش الذي قد يؤدّي إلى خلاف هو ذاك الذي يتناول أسباب ظاهرة ربيع أبو خليل ويعيد النظر في صدقيّتها، وذلك من خلال إلقاء الضوء في العمق وبأسلوب علمي وموضوعي على قيمتها الفنية الحقيقية.
منذ أعماله الأولى التي تعود إلى أواسط الثمانينيات، أُدرجَ أسلوب ربيع أبو خليل (1957) في خانة المزاوجة بين الموسيقى الشرقية والعربية من جهة، والموسيقى الغربية عموماً والجاز خصوصاً من جهة أخرى. وشاءت ظروف الحرب الأهلية أن يهاجر أبو خليل عام 1978 إلى ألمانيا، بلد «الباءات» الثلاثة: باخ وبيتهوفن وبرامز، ليكمل دراسته الموسيقية التي كان قد بدأها في لبنان. هكذا، استطاع الفنان اللبناني أن يدخل باب تسويق تجربته الموسيقية من الباب العريض، فبدأت مسيرة تعاونه مع شركة Enja المتخصصة بموسيقى الجاز وفروعها. وتحمل هذه الشركة في أرشيفها كل ألبومات ربيع أبو خليل باستثناء «نَفَسْ» (تجربته الأقرب إلى الموسيقى الشرقية) الذي صدر عند «أي. سي. أم» الشركة الألمانية العريقة في عالم الجاز المعاصر والموسيقى الكلاسيكية عموماً.
![](/sites/default/files/old/images/p18_20081016_pic1.jpg)
أبو خليل الذي يتمتّع بثقافة موسيقيّة عالية يفتقد العناصر الأخرى، لذا تراه ينوّع في تركيبة فرقته الموسيقية، فيلعب على وتر النسيج الصوتي وخامته العامة فيدخل آلات جديدة (وقليلة الاستعمال) في كل مرّة... كي لا تكون جميع أعماله اجتراراً لفكرة موسيقية واحدة، ولسياق لحني مُسطَّح (نكاد نقول سطحي).
ليس خافياً على أحد خلوّ المسار اللحني في أعمال ربيع أبو خليل من أي حسٍّ إبداعي، يجعل توالي النغمات أمراً مذهل الحتمية وصعب التخيّل في آنٍ واحد. تنويعاته غاية في البداهة، مهمّتها إطالة المعزوفة من دون سبب موجب، وهذا ما يدخلها في رتابة قاتلة. هل يعقل أنّه لا توجد أي جملة لحنية جميلة يستطيع مَن يسمعها أن يستعيدها في ذاكرته، أو تستفزّه لكي يتشوّق إلى التمتع بها في لحظات الحاجة إلى الموسيقى؟ إنّها مقطوعات تسير في الفراغ... نحو اللاشيء، لا هدف لها، ولا شغف فيها... إنّها عبارة عن جثث أصوات، أو لنقل أجساد صوتية لا رأس لها ولا موجِّه، ولا خطة أمامها ولا مهمّة ولا مطلب.
الموسيقى تطالب الجمهور (بل تجبره) بأن يسمعها، وينظر في عينيها وهي تتكلّم. يسكت حين تبدأ بالكلام ولا يقاطعها. يتفاعل معها بصمت وشغف، وهو مجبر على إبداء رأيه في ما قالت عندما تنتهي. وهنا السؤال الجوهري والخطير: كيف استطاع أبو خليل أن يطلق مشروعه في بلد أسياد الموسيقى؟ هل هي تلك الحاجة الغربيّة إلى التطهّر من «عقدة الشرق» من خلال الاحتفاء بتجارب استهلاكيّة عابرة، بمعزل عن المستوى الفني؟ هل هي النزعة الاستشراقيّة... صورة منمّطة وفولكلوريّة عن الشرق تستكين إليها الأذن الغربيّة الكسولة، معتبرة أنّها أحاطت بذلك العالم المعقّد من خلال بضع نغمات منمّطة وفقيرة؟
ليس الهدف مما سبق اعتبار ربيع أبو خليل مؤلفاً سيئاً، بل تسليط الضوء على التفاوت بين صورته المسوَّق لها... والقيمة الجمالية الحقيقيّة لأعماله.
جوليا بطرس تعود إلى «أحبائها» في بيروت ودمشق
![](/sites/default/files/old/images/p18_20081016_pic1.jpg)
منذ الأغنية الأولى، لم يطرأ أي تعديل على مبادئ المغنّية اللبنانية. التزمت قضايا الناس وهموم المواطن العادي وعذابات الجنوب وأهله، ولم تنحز إلّا إلى الوطنية بالمفهوم الواسع للعبارة، المتحرِّر من رؤية الوطن من منظار الطائفة أو الحزب. الأغنية الوطنية ترافقت عند جوليا، مع الأغنية العاطفية بمعناها غير المبتذل والرخيص. ولم يخلُ أيّ من إصداراتها من هاتين الهويّتين الأساسيتين لنصوص أغنياتها التي كتب معظمها الشاعر غسّان مطر ولحّنها شقيقها زياد بطرس، من «غابت شمس الحق» إلى «وين مسافر» (الذي غنت فيه إلياس الرحباني) و«حكاية عتب» و«يا قصص» و«القرار» و«شي غريب» وصولاً إلى الألبوم الأخير «تعودنا عليك»... مسيرة فنية نظيفة سارت فيها جوليا في مجال الأغنية اللبنانية الشعبية الحديثة، الملتزمة في مضمون الكلمة، والموافية للحد الأدنى من الشروط الجمالية الموسيقية إضافةً إلى أدائها الصحيح وصوتها المتبدِّل النبرة تماشياً مع المعنى ودعماً للجوّ في كل أغنية.
عندما تزوجت عام 1996، ظننّا أنّ تغيّر وضعها الاجتماعي سينعكس على ثوريتها، لكنّ هول الكارثة التي أحدثتها الهمجية الإسرائيلية في عدوان تموز عاد بجوليا إلى ساحة المعركة مع أغنية «أحبائي» التي ارتكزت على ردّ السيّد حسن نصر الله على رسالة تلقّاها من مقاومي خطوط المواجهة مع العدو. صدرت «أحبائي» في أسطوانة خاصة، وخصّصت مبيعاتها ومردود حملة الحفلات التي رافقتها لإعالة عوائل الشهداء، واستطاعت أم سامر أن تجمع ثلاثة ملايين دولار، لم ينلها فساد صندوق الهيئة العليا للإغاثة!
8:30 مساء 17 و 18 ت1 (أكتوبر) الجاري في كازينو لبنان ـــ للاستعلام: 09/855888
8:00 مساءً 22 و 23 الجاري في قلعة دمشق