غريغوار حداد... مطران الفقراء والعروبة والتحرير | عن «الحركة الثقافية – أنطلياس»، صدر البيان التالي في وداع المطران غريغوار حداد: «مع تلاقي عيد ميلاد السيد المسيح المبارك ومولد النبي الشريف محمد، توفي مطران الإصلاح الديني غريغوار حداد عن عمر يناهز التسعين سنة. هذا العالِم العلاّمة الذي كان «للحركة الثقافية – أنطلياس» شرف تكريمه كواحد من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي مع رعيل العام 2012 يُعتبر في مسيرة حياته الروحية والفكرية والاجتماعية واحداً من أبرز رجال الدين المسيحيين في لبنان والعالم العربي والعالم.عمل المطران غريغوار عبر جبهتين: جبهة الإصلاح الاجتماعي، فأسس «الحركة الاجتماعية» وعمل على خدمة الإنسان في لبنان، كل إنسان وكل الإنسان، بغض النظر عن انتمائه الديني والمناطقي. وعمل على مواجهة مصاعب الفقر والعوز لدى الفئات المحدودة الدخل، ومارس مسيحيته قدوةً بالمسيح – المعلم.
وجبهة الإصلاح الديني، فأسس مع الأب بول خوري مجلة «آفاق»، فكانت هذه المجلة منبراً للفكر الديني الذي يوفق بين المسيحية والإسلام من جهة، ويوفّق بين المسيحية والحداثة من جهة أخرى. ومن هذا الموقع وجد أن الحل العلماني هو المسار الذي ينقل مجتمعنا ودولتنا إلى آفاق التقدّم والحرية والعدالة، وأنّ العروبة العلمانية هي الرد على تخلف شعوبنا العربية في مواجهة معركة الإنماء من جهة وتحديات الخطر الصهيوني وخطر الأطماع الخارجية، من جهة أخرى.
يغيب مطران الفقراء وأخطار التعصب، من جهات عدة، تتفاقم وتهدد ثقافتنا ومجتمعاتنا ودولنا، ومشرقنا العربي يدخل زلازل الاقتتال والتدمير الذي يؤدي الى التهجير والقضاء على إنجازات العمران التي راكمتها شعوبنا على امتداد مئات وعشرات السنين.
في مناسبة ميلاد السيد المسيح ومولد النبي محمد، يغادرنا المطران غريغوار وذكراه الحاضرة دائماً تستمر معنا، والتعزية بوفاته يجب أن تكون في كل بيت من بيوت اللبنانيين.
إنّ أمثال الغائب الكبير يبقى خالداً في ضمير الشعب والوطن بفكره وممارساته، وأن القيم الكبرى التي دافع عنها طوال حياته ستنتصر على كل مظاهر الانحطاط والتعصب. وحركتنا ستقوم بواجبها تجاه هذا الراحل الكبير في المهرجان اللبناني للكتاب في أنطلياس في آذار (مارس) المقبل».