"قبل كل شي، نبدأ بملفّ مستمر هو بيع الأراضي المسيحية، وهذه المرة في بلدة الجميلية في إقليم الخروب". عبارة أوردها مذيع mtv يوم الأربعاء الماضي في مستهل النشرة المسائية، واضعاً جانباً كل الملفات الأمنية والاجتماعية الساخنة في لبنان والمنطقة. الملف الأكثر سخونة بالنسبة إلى المحطة، هو ملف بيع الأراضي "لغير المسيحيين". ليس جديداً على قناة "المرّ" هذا النهج، فعودة الى الوراء تبين هذا الضخ المستمرّ الذي يهدف إلى التخويف وتكريس الانقسام الأهلي وتوظيف هذه القضية في البازار السياسي.
نخلة عضيمي مراسل المحطة تخصص في هذا النوع من الملفات "الشائكة". في العام الماضي، أعدّ عضيمي تقريراً (الأخبار 21-5-2014) تحدث فيه عن بيع الأراضي في "عمشيت" من قبل "مقرّب من حزب الله"، وربط هذا البيع "بأهمية الأراضي وعمقها الاستراتيجي وبوابتها المطلّة من جهة البحر". كما تحدث عن "تهديد الوجود المسيحي" و"تغيير هوية المنطقة على المستوى الجغرافي والديموغرافي". تقرير الأربعاء الماضي دخل أيضاً ضمن هذا السياق، بل يكاد يشبهه في المعالجة والاستعانة برجال دين للتحذير من مغبة ما يحصل.
تقرير آخر عن بيع الأراضي لصالح "متموّل فلسطيني"
أعدّ عضيمي تقريراً عن بلدة "الجميلية" (قضاء الشوف) التي "تجاوز فيها البيع الخط الأحمر". وقصد هنا أنّ المشترين ليسوا غير مسيحيين فحسب، بل إنّهم أيضاً "غرباء عن البلدة". لاحقاً، اتضح أنّ المقصود "متموّل فلسطيني" يتولى عملية الشراء "بطريقة ممنهجة وبأسعار مرتفعة". لم يقف الأمر هنا. سرعان ما ارتسمت على الشاشة خريطة للموقع "الاستراتيجي" للبلدة. ولفت عضيمي هنا الى أنها تبعد 2 كلم مربع عن مخيم "عين الحلوة" في صيدا، وأنها مرتبطة جغرافياً بأنفاق الناعمة ويمكن من خلالها إمساك طريق الجنوب! وكما أنهى تقريره العام الماضي عن عمشيت، كرر المراسل في نهاية تقريره عن "الجميلية" دق ناقوس الخطر، مهوّلاً بأن البلدة الشوفية تتعرض لتهجير من "نوع آخر" بعدما تهجر أهلها خلال الحرب الأهلية، متسائلاً :"هل سيكون مصير هذه البلدة المسيحية كمصير الدلهمية في الدبية". وهو السؤال عينه الذي أنهى فيه تقريره عن "عمشيت".
هكذا تعود mtv الى بث الذعر والخوف في صفوف المسيحيين. هذا التقرير سبق آخر بثته يوم الجمعة الماضي بعنوان "فضيحة الشغور المسيحي" في نشرتها المسائية. معدته جويس عقيقي وصفت ملء مراكز شاغرة في الدولة من الفئتين الثانية والثالثة بغير المسيحيين "بالفضيحة"، معتبرةً أنّ تغطية هذا الأمر من قبل 12 وزيراً مسيحياً "فضيحة ثانية".