طراد حمادة
1تجمع الرياحُ أصواتهم
ثم تورثها إلى البحر
تتكوّن غيوم غزّاوية
اللّون..
يتنزّل ماءُ الخليقةِ
مثلما تنزّل الوحيّ
ليصنعَ معنى الوجود
ومعنى الحياة
لا رمل سيناء يمنع الأنبياء
ولا قطعان العابرين الغزاة..

2

العمارات العالية السقف
في مُجمَّع أرض الكرامة
لا تهوي إلى الأرض
تصعد صوبَ السماء
تقيم معراجها
بين غزة ومكة
ثم تدور في شوارع القاهرة
تؤدي في جامع الحسين الصلاة
تزور أحياء السيّدة الطاهرة
تسترجع حنين الفاطميّ إلى
الموت عشقاً
تراسلُ أهلَ الصعيد
حنيناً
يرافق النيل حيث يسيلا
وتصعد صورة يوسف منه
نبيّاً جميلا

3

غزة خلف الحصارِ
لا تشبه المدن الأسيرة
ولا المدن الوحيدة
ولا المدن القريبة والبعيدة
مدينةٌ رسمت على
أوصافها
عالية القامةِ شامخةٌ، جميلة
قويّة.
مثلما راية النصرِ
أو سروة الحرية...

4

أخبرني عن الرايات
يكفي الذي عانيت من ذكر الحصار
لا يسد النور
بالسور
هل رأيت الشمسَ
تحجبها غيوم الكيمياء
هل كواكب دريّةٌ
تهوي
إذا اشتعلت صحاري الرمل
وانتفضت بحار
أخبرني عن الراياتِ
حصون الأرضِ
أعمدةُ السماء
في غزة هاشم
رايةُ القاسم
وفي رفح رايةُ
العباس
وراية القدس
للناس كل الناس
والفتح حماس

5

احفظي الصوت
واستبقيه للموّال
زفة النصر
والناس كل الناس
فرحى
غزاويّة أنتِ
ومهركِ حدّ السيف
والفتى المقدام
يصطادُ ميركافا
ويقنصُ القلب
من رتل العدو
بيديه يرمي
رمانةَ الحربِ
حربة الشعب
يتصاعد الموال
فوق التل تحت التلِّ
أول الأحياء آخر الأحياء
في قلب المدينة
عند منعطف الهضاب
قرب الفاصل الرملي
بين الصخر والبحر
في النفق المؤدي
إلى مصر
وفي الدرب المؤدي
للجليل
غزاويّة أنتِ
ومهر جمالك
النصرُ الجميل