«خلطة فوزية» أول الغيث وموسم المفاجآت ينطلق قريباًعلا الشافعي
يبدو المشهد السينمائي في مصر مبشّراً بالخير هذا العام، مع عودة عدد من أهمّ المخرجين. ينعكس ذلك حتماً على نوعيّة الإنتاج، وجرأة الأعمال التي بتنا نترقّبها منذ الآن. وتضم القائمة داود عبد السيد، ورأفت الميهي الذي يعود إلى السينما بعد غياب عشر سنوات، وأسامة فوزي بعد مضيّ خمس سنوات على آخر أفلامه «بحب السيما». والحدث أيضاً تعاون يسري نصر الله مع الكاتب وحيد حامد، وهي بادرة جديدة ومفاجئة بالنسبة إلى كثيرين، يرعاها المنتج كامل أبو علي. هناك أيضاً بين العائدين: محمد خان ومجدي أحمد علي الذي يقوم ـ بعد «خلطة فوزية» ـ بتصوير «عصافير النيل» المقتبس عن نص للروائي إبراهيم أصلان.
كل ذلك يبشّر بعام جيد على مستوى الصالات، فضلاً عن الزخم الذي سيرفد المشاركة المصرية في المهرجانات العربية والدولية، بعدما شهدت تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حتى أصبحت الأعمال الروائية القصيرة والتسجيلية وحدها المنوطة بحفظ ماء وجه مصر في المناسبات الكبرى. والمفارقة أنّ موزعي السينما المصرية سيجدون أنفسهم، للمرة الأولى منذ دهر، أمام هذا الكم من إنتاجات المخرجين المصريين المخضرمين، وهم غير متحمّسين عادةً لهذا النوع من الأفلام، إذ يرون أنّها جادة أكثر من اللزوم، تحمل مشاغل فكرية وسياسية وإنسانيّة بعيدة عن توابل السينما التجارية. من جهتهم يراهن صنّاع السينما على هذا الزخم النوعي المقبل الذي «قد يُصلح الكثير من الموازين المقلوبة»، كما يرى مجدي أحمد علي ومحمد خانوإذا كان معظم هؤلاء المخرجين في مرحلة الإعداد أو التصوير، فإنّ «خلطة فوزية» لمجدي أحمد علي سيُعرض نهاية الشهر، مفتتحاً سلسلة الإنتاجات المثيرة للجدل: إنّها قصّة فوزية (إلهام شاهين) المرأة البسيطة والمزواجة التي لا تجيد سوى عيش حياتها. والجمهور أيضاً على موعد مع أفلام مثل «رسائل البحر» تأليف داود عبد السيد وإخراجه، وبطولة آسر ياسين الذي أثبت حضوره في «زي النهارده» وقبله «الجزيرة»... وقد عُرض له أخيراً «الوعد»، في أول بطولة سينمائية شاركته فيها بسمة. أما فيلم «رسائل البحر»، فمن آخر الأعمال التي كان سيقوم ببطولتها أحمد زكي، وكان بدأ التحضير له قبل أن يتوقّف المشروع مع رحيل زكي. وظلّ المخرج يبحث عن بديل حتى وجد ضالته في آسر ياسين.
المفاجأة كما أسلفنا هي تعاون يسري نصر الله مع وحيد حامد، في «احكي يا شهرزاد»، من بطولة منى زكي ومحمود حميدة وحسن الرداد والأردنية صبا مبارك. ويتناول الفيلم الذي كتبه حامد نظرة المجتمع المصري إلى المرأة، من خلال حكايات شباب مع فتاة في شكل أقرب إلى حكايات ألف ليلة وليلة لكن بطريقة معاصرة.
وعن شخصيّة شحاتة، صاحب محل الفاكهة الذي يتعامل مع الحياة ببساطة وأخلاقيّات ابن البلد، تدور أحداث فيلم خالد يوسف الجديد «دكان شحاتة»، وهو من بطولة عمرو سعد وهيفا وهبي، وتأليف ناصر عبد الرحمن. أمّا «عصافير النيل»، فيلم مجدي أحمد علي فهو من بطولة فتحي عبد الوهاب ودلال عبدالعزيز، ويتناول حياة أسرة ريفية فقيرة هاجرت إلى المدينة.
إلهام شاهين بطلة «خلطة فوزيّة» ستقدّم من جهتها «واحد صفر» للمخرجة كاملة أبو ذكرى، وتجسّد فيه دور امرأة مسيحية أرستقراطية تطلب الطلاق من زوجها. الفيلم سيعرض في آذار (مارس) المقبل، ويُتوقع أن يثير الجدل نظراً إلى ما سيطرحه من قضايا شديدة الحساسية تتعلق برفض الكنيسة تطليق الأقباط في مصر، ولجوء بعضهم إلى الخلع. هذا النوع من المشاكل اعترض أسامة فوزي في «بحبّ السيما»، وها هو المخرج المذكور يعود بعمل جديد عنوانه «يوسف والأشباح» تأليف هاني فوزي، بطولة يسرا اللوزي وكريم قاسم وفرح يوسف. ويناقش الشريط، من خلال شخصيّة طالب في كلية الفنون الجميلة مسألة تراجع الحرية في المجتمع المصري، انطلاقاً من الكلية وتعامل الطلبة مع الموديل العاري في ظل طغيان الفكر المحافظ.
وبين كبار السينما المصريّة العائدين، يعمل محمد خان على «ستانلي» الذي كتب قصته بنفسه، فيما يحمل السيناريو والحوار توقيع محمد ناصر، وينتجه كامل أبو علي. وأشار خان إلى أنّ الشريط يتناول حالة شديدة الإنسانية عن شخص ترك مدينته الإسكندرية في المراهقة، ويسافر إلى بلد أفريقي حيث يتعرض للعديد من المشاكل، ثم تبدأ رحلة عودته إلى الإسكندرية.
ويستعد رأفت الميهي لاستكمال تصوير «هورجادا سحر العشق»، المأخوذ عن رواية له بالعنوان نفسه. كما تواصل إيناس الدغيدي تصوير «مجنون أميرة» المستوحى من قصّة حياة الأميرة ديانا. ويعود يحيى الفخراني إلى الوقوف أمام الكاميرا (السينمائيّة) بعد آخر أفلامه «مبروك وبلبل»، إذ يبدأ مع المخرج السوري حاتم علي قريباً تصوير «محمد علي». وكل هذه الإنتاجات المتميّزة ستقدم جنباً إلى جنب مع الأفلام التجارية لنجوم كبار بينهم عادل إمام العائد في أكثر من عمل محتمل، وأحمد السقا الذي يتشارك مع محمود عبد العزيز بطولة «إبراهيم الأبيض» لمروان حامد. هل تنجح السينما المصرية هذا العام في استعادة جزء كبير من بريقها المفقود؟