زياد عبد اللهتدخل لولا عالم أسمهان في التوقيت الخاطئ. الراقصة المعتزلة لم يعد يربطها بالحياة إلا ابنتها، كذلك فإنّها مدانة في مجتمعها جراء فضيحة تعرّضت لها، ويسلط الفيلم الضوء من خلالها على موقف الشرق بما فيه من إدانة للحب.
هذه هي الخطوط العامة لشريط نبيل عيوش، وما فيه من محاولة لمد جسر بين الشرق والغرب. لكنّ المحاولة بدت مشهدياً أكثر ميلاً إلى توسيع الهوة. نحن لا نرى نيويورك كنيويورك ولا القاهرة كالقاهرة، بل تظهر المدينتان وفق رؤية المخرج، وتبدو الهوة بصرياً شاسعة. هكذا، لا أمل لنا بهذا الجسر إلا على صعيد شخصي، تجسّده لولا نفسها. تبدو الشخصية هنا محمّلة عبرة مسبقة الصنع، وتصبح هي وحدها مركز ما يود الفيلم قوله، على اعتبار أنها هي الأميركية «بكل جلالة قدرها»، وجدت مجالها الحيوي في القاهرة (الشرق)، وفي الرقص الشرقي الذي تبدع فيه. يقدمها الفيلم في اتباع مطلق لنزعة سياحية استشراقية، يدفعنا نحن المشاهدين إلى الاندهاش من مدى حبها للرقص الشرقي، وخصوصاً أنّ ما تواجهه في القاهرة كفيل بدفعها لأن تكفر بالشرق وبكل ما يمتّ له بصلة. بدت الوجوه في القاهرة نمطيةً، سحناً هوليوودية بامتياز، في اتباع أعمى لصورة «العربي» النمطيّة والتصور الجاهز والمسبق لهذه الشخصية.


«غراند لاس ساليناس» (06/540970)، « غراند سينما abc» (209109/01)، «غراند كونكورد» (01/343143)