strong>محمد عبد الرحمنلم تعد الانتقادات الموجّهة إلى المنتجين والمخرجين المصريين بسبب الاستعانة بفنانات لبنانيات بدلاً من المصريات في السينما، تشمل الجيل الحالي من الممثلات فقط. إذ ها هي تمتدّ لتشمل ما يعرف بـ«الجيل الأول» أي اللواتي دخلن السينما المصرية قبل خمس سنوات. مثلاً، لم يعد الطلب على نيكول سابا ورزان مغربي ومايا نصري كما كان، رغم أنّ الأخيرة أنهت أخيراً تصوير فيلمها مع خالد سرحان. فيما ظهرت في الفيلمَين السابقَين أمام مصطفى شعبان وكريم عبد العزيز. من جهتها فإن سابا ـــ الأكثر نشاطاً ـــ ابتعدت عن السينما منذ دورها الشرفي في «ليلة البيبي دول» الذي عرض في أيار (مايو) الماضي وتصوِّر حالياً فيلم «السفاح» للمخرج سعد هنداوي الذي توقّف أكثر من مرة بسبب مشاكل إنتاجية. أما رزان، فلم تجد فيلماً ثالثاً بعد «حرب إيطاليا» و«حسن طيارة» فقررت تكرار تجربة التلفزيون من خلال مسلسل كوميدي هو «بيت العيلة».
طبعاً لا يعني ما سبق أن الطلب سينتهي على الفنانات الثلاث، لكنّه يؤكد أنّ السينما المصرية تحاول تجديد الدماء اللبنانية باستمرار، وخصوصاً إذا كانت صاحبتها لا تتمتع بموهبة تمثيلية تساعدها على البقاء طويلاً مثل التونسية هند صبري، أو خبرة طويلة مثل نور اللبنانية. لكن حتى هذه الأخيرة يبدو أن حجم نشاطها قد تقلّص بعدما تزوّجت.
أما رولا سعد ومادلين مطر فيكفي القول إنّ النجاح لم يكن حليفهما إلى درجة تسمح لهما بتكرار التجربة سريعاً. وبات واضحاً أنّ أسماءً مثل دوللي شاهين ـــ رغم كثافة حضورها ـــ وماريا ومروى أصبحت مرتبطة بنوعية محددة من الأدوار. وإن كانت شاهين تحديداً ستحاول في رمضان المقبل الابتعاد عن صورة «ممثلة المايوه» من خلال شخصية الفلاحة في «أدهم الشرقاوي».
إذاً مَن يمثل الآن الجيل الجديد من النجمات اللبنانيات في مصر؟ حتى الآن هناك اسمان يؤكدان رغبة المنتجين في التجديد المستمر، الأولى هي سيرين عبد النور، التي فرضت نفسها بقوة من خلال فيلم واحد «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة». إذ لم تستفد جماهيرياً من «دخان بلا نار» داخل مصر. كما أنّ «المسافر» وهو أول فيلم تصوره في القاهرة لا يزال موعد عرضه مجهولاً. إلى جوار عبد النور، تقف هيفا وهبي من بعيد تنتظر بشغف نجاح تجربتها الأولى «دكان شحاتة» حتى تفرض نفسها رسمياً على هوليوود الشرق، لأنّ نجاح الفيلم سيكرّس وجودها السينمائي بقوة. أما العكس، فسيدفع المنتجين إلى البحث عن جيل جديد من اللبنانيات.


المنجّم مصباح