محمد عبد الرحمن عندما تتّفق الصحف الحكومية والخاصة، وحتى المعارضة، على وصف تغييرات وزير الإعلام المصري أنس الفقي بأنّها الأكبر في تاريخ «ماسبيرو»، فالإجماع منطقي إلى حد كبير. إنّها أول تغييرات تشمل 77 مسؤولاً داخل المبنى المصري. لكن هل من المعقول أن تحتفي الصحف بتلك التغييرات كما وردت بالنص حرفياً من دون أن تطرح ولو سؤالاً واحداً؟ عندما يجري تغيير 90 في المئة من رؤساء التلفزيون المصري ـــــ إجمالي عدد القنوات الحكومية هو 22 ـــــ ولا يُعلن عن اسم الرئيس الجديد لقناة «مصر الإخبارية»، فالأمر يثير فعلاً الاستغراب. هالة حشيش الرئيسة الثالثة للقناة تركتها إلى القناة المصرية الفضائية بعد تعرّضها لانتقادات واسعة، ما يطرح سؤالاً مزودجاً: لماذا تتولى حشيش مسؤولية قناة لها أهمية خاصة مثل «المصرية» بينما اتُّهمت بخفض مستوى «مصر الإخبارية»؟ هل أنس الفقي لم يجد خلفاً لحشيش يدير شؤون القناة الإخبارية التي كانت ناجحة في إقناع المصريين بمتابعتها بدلاً من الشاشات الخليجية الإخبارية؟ مصادر داخل القناة أكدت لـ«الأخبار» أنّ أسماء اعتذرت عن عدم تولّي المنصب بسبب غياب حرية إصلاح ما أفسده الزمن في كواليس القناة التي تحمل شعار «نهر الحقيقة». الأمر نفسه ينسحب على «النيل للثقافية». إذ تولى رئيسها جمال الشاعر منصب نائب رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة من دون تحديد خلفه، وتتوالى الأسئلة: فريدة مكاوي التي كانت ترأس «النيل للأسرة والطفل» تولّت رئاسة قناة «التعليم العالي» رغم مواجهتها اتهامات رسمية بسوء الإدارة سابقاً. وهو ما تكرر مع عزة مصطفى التي تركت «نايل دراما» لترأس القناة الأولى. لماذا جئن ولماذا عدن؟ وتستمر التساؤلات عن القنوات الإقليمية بعد تأسيس قطاع لها لتصبح غير تابعة لقطاع التلفزيون، بينما كان أصحاب الخبرة يطالبون بدمج القنوات في قناة واحدة قوية تهتم بالمصريين خارج القاهرة. لكن بدلاً من الدمج، تأسس قطاع برئاسة عادل معاطي ليتولى مسؤولية قنوات لم يعد جمهورها ينحاز لها في عصر الأطباق الفضائية. حتى عندما أراد الفقي أن يعدد مستويات القيادة ويعين نواباً لرؤساء القنوات، وخصوصاً في قطاع النيل، لم نعرف هل تشاور مع الرؤساء الجدد عندما اختار نوابهم أم على كل رئيس أن يقبل بنائبه طبقاً للقرار الوزاري؟ وهو القرار الذي لم يصل بعد إلى موقع اتحاد الإذاعة والتلفزيون على شبكة الإنترنت ولا يزال يحمل أسماء برامج شهيرة أُلغيت في التطوير مثل برنامج «نادي السينما»، ويقدم نبذات عن مذيعين غادروا قنوات التلفزيون، بينهم مذيعة في قناة «مصر الإخبارية» ارتدت الحجاب وتركت الشاشة قبل أن تعود للظهور على قناة «العالم» الإيرانية، لكنها حسب الموقع الرسمي لـ«ماسبيرو» لا تزال تعمل في تلفزيون مصر!
www.ertu.org