القدس ــ نجوان درويش
أين المعرض الذي أهداه عام 1988 إلى الانتفاضة؟
الدباغ. بحسب الدباغ الذي التقى كركوتلي خلال جولة عروض في ألمانيا لمسرحية «العصافير» عام 1989، أنّ كركوتلي ذكر له أنه أرسل عام 1988 لوحات معرض خاص لتعرض في فلسطين ويعود ريعها للانتفاضة، وذلك مع أحد الفنانين الفلسطينيين (سليمان منصور) الذي كان يزور ألمانيا. لكن هذا الأخير قطع اتصاله بكركوتلي واختفى المعرض! يروي الدباغ عن كركوتلي قوله: «فقدت أخبار المعرض، واعتبرت أنّه سُرق». وبالطبع، ليست هذه القصة الوحيدة التي يحملها الدباغ عن برهان «كان أيضاً حكواتياً دمشقياً باللغة الألمانية، يروي في المقاهي قصصاً رمزية عن القضية الفلسطينية وهو باللباس الدمشقي وبيده عصا. رافقتُه في بعض عروضه في مقاهي بلدة بريمن (مكان إقامته) وكان يقول لي هذه أفضل طريقة لتوصيل صوت فلسطين هنا». ويضيف الدباغ: «كان يترجم لي ملخّصاً لبعض تلك القصص، وإحداها تتناول علاقة حبّ بين سمكة وعصفور، حيث كانت السمكة تقفز من الماء لتقبّل العصفور ويقبّلها. وفي النهاية، قرر العصفور أن ينزل إلى الماء ليتّحد بالسمكة، بحيث يكون في موته مغزى شفّاف يشير إلى فلسطين المحتلة». هل لنا، ونحن نحتفي بـ «قصة الحب والثورة» أن نسأل عن مصير المعرض الآخر الذي أهداه كركوتلي إلى الانتفاضة، بعد أكثر من 20 سنة على «اختفائه»؟حكاية العصفور والسمكة
- آداب وفنون
- نجوان درويش
- الخميس 27 آب 2009