صباح أيوبتردّدات الشريط الوثائقي «كانت حكاية» (تصوير وإخراج ريما الرحباني) عن عاصي الرحباني لا تزال تتفاعل. الفيلم الذي بثّته LBC منذ فترة في ذكرى غياب عاصي (الصورة مع ابنه زياد)، عرضته أخيراً قناة «المشرق» السورية. وبينما هاجم بعض أفراد أسرة منصور الرحباني الشريط، استُقبل الوثائقي في سوريا كـ«حدث» استحقّ فقرة في نشرة «الأخبار» اليومية، وأعلنت المحطة موعد بثّه وأجرت اتصالاً مباشراً مع مخرجته ريما التي شرحت تفاصيل إنجازه. وعن التجاذبات التي سبّبها، ردّت ريما خلال مداخلتها بأنّ «الحقّ بيموت إذا لم تطالب به»، ورأت أنّ ما حصل من انتقادات «أمر طبيعي». لم يقتصر اهتمام المحطة على عرض الشريط فحسب، بل أعدّت سلسلة مقابلات خاصة مع شخصيات فنية أبدت رأيها بالوثائقي وبمسيرة عاصي وفيروز. بداية مع الباحثة والمخرجة حنان قصّاب حسن التي وصفت مشاهدتها للشريط بأنّها «من أكثر اللحظات المؤثرة في حياتها». ورأت أنّ «كانت حكاية» هو «مناسبة للجيل الجديد لرؤية عاصي ورؤية فيروز تتكلّم عنه بطريقة شعرية». بعد قصّاب، كانت مداخلة الزميل بشير صفير الذي لاحظ أنّ «طريقة فيروز في الكلام عن عاصي، أي بكلمات صغيرة ومعبّرة جداً، هي أحلى طريقة لوصف عمل عاصي». صفير أشار إلى أنّ «البساطة» في أعمال الرحباني «نعود ونكتشف أهميتها بعد فترة، فنعرف لماذا لا تموت». المداخلة الأطول كانت للشاعر طلال حيدر الذي رافق عاصي وفيروز في مشوارهما، وكان صديقاً لهما. حيدر لم يستطع الكلام عنهما إلا بطريقة شعرية، مازجاً بعض الصور المجازية بروايات من ذكرياته مع الثنائي. كاتب «وحدن» يقول إنّه «لا أحد يستطيع إعطاء شهادة في رجل عظيم كعاصي». هو رأى أنّ وجوده برفقتهما كان «نعمة». حديث حيدر امتلأ بالآهات، وخصوصاً مع استرجاعه أيام حفلات مصر وسوريا ولبنان. الشاعر البقاعي اللبناني تحدّث عن عاصي العاشق، الذي «يغار على فيروز من نسمة الهواء التي تمر حولها»، وعن عاصي المبدع الذي «كان يدقّ بيده على قلبه مستلهماً الألحان»، مردداً رغم تعبه «مش ضروري الممكن، ضروري الأحلى»، وعن عاصي الطفل الذي كان «يرتمي في حضن والدته ويقبّل يدها كلما زارها». «عاصي كان مليان بفيروز»، يقول حيدر، الذي لم يستطع فصل فيروز عند الحديث عن عاصي، «هما واحد» يقول. ثم يروي كيف عرض عاصي على زياد شراء لحن «عا هدير البوسطة» منه بـ500 ليرة لبنانية!