strong>محمد عبد الرحمنقبل ست سنوات تقريباً، كانت الممثلة المصرية نبيلة عبيد أول فنانة تفكّر في وضع إعلانات لمسلسل تلفزيوني على الطرق. وقتها كانت «بلبلة»، كما يناديها الوسط الفني في مصر، تريد الحفاظ على أجواء السينما التي خذلتها وأجبرتها على العودة إلى التلفزيون بمسلسل «العمة نور». لكن ما فعلته عبيد لم يبقَ حالةً خاصةً. إذ إنّ زيادة المنافسة بين القنوات المصرية وخروج القنوات الخليجية من السوق، إضافة إلى تولّي شركات إعلانية مسؤولية الترويج لبرامج رمضان ومسلسلاته، أدت إلى ظهور سباق الدعاية للأعمال الجديدة. ويمكن القول إنّ هذا السباق قد يكون أكثر سخونة من سباق المسلسلات نفسها نحو حجز مكان مميز على الخريطة الرمضانية.
هكذا بعدما كان توقيع أي قناة على عقود شراء مسلسل معيّن كافياً لإراحة صناع العمل، وخصوصاً النجم، أصبح مهماً ضمان لفت انتباه الجمهور إلى أهمية المسلسل وإقناعه بشتى الطرق بوضعه على أجندة المشاهدة.
وقد أدى دخول قنوات «الحياة» و«بانوراما دراما» بقوة إلى سوق المسلسلات في رمضان الماضي إلى إجبار كل المحطات المصرية على وضع إعلانات على الطرق. وتنوّعت الدعاية التي أغرقت شوارع القاهرة في الأيام الأخيرة بين لافتات منفصلة لكل نجم مع اسم المسلسل واسم القناة، أو لافتات جماعية للقنوات تظهر فيها صور أبرز النجوم.
إلى جانب حرب لافتات الشوارع، أجبرت قناة «الحياة» باقي التلفزيونات على بث التنويهات على المحطات باكراً، أي قبل رمضان بشهرَين. وقد تحوّل الأمر إلى ما يشبه استعراضاً للقوة بين كل القنوات بهدف جذب الجمهور.
ويتوقّع أن تحصل الصحف المصرية على نصيبها من الإعلانات خلال أيام قليلة. إذ تعدّ الصحف الوسيلة الثالثة للإعلان بعد الطرق والشاشات. ويُلجأ إلى الجرائد في مرحلة متأخرة بسبب الرغبة في وضع مواعيد البث على الإعلانات بينما لا تزال القنوات تتعامل مع التوقيتات باعتبارها أسراراً عسكرية، حيث ستحرص كل قناة على وضع أبرز أعمالها في مواعيد مميزة.
ويُتوقع أيضاً، على سبيل المثال أن تتفادى «بانوراما دراما» عرض مسلسل «الرحايا» لنور الشريف في توقيت بثّ قناة «الحياة» لمسلسل «متخافوش» نفسه للممثل نفسه. ويُنتظر تغيير مواعيد بعض المسلسلات في الأيام الأولى من شهر رمضان حسب ردود أفعال الجمهور التي تُقاس على عجل لضمان تغطية أي ثغرات قد تؤدي إلى انصراف المشاهد عن عمل ليس لتدنّي المستوى بل لعدم اختيار توقيت موفّق لعرضه.


محمد عبد الرحمن