«دعَوْنا صحافيّاً من «المنار»، فاعتذر في الساعات الأخيرة»، يقول فيليب دوسان (الصورة). تشهق جيزيل خوري في الاستوديو، وترتسم على وجهها ابتسامة ماكرة. لا شك في أن الإعلامي الفرنسي الذي يقدّم برنامجاً ناجحاً على tv5 monde، لا يعرف الكثير عن لبنان الذي قدّم فيه بالأمس حلقة خاصة من «كيوسك»، بمناسبة انطلاق الألعاب الفرنكوفونيّة في بيروت. وإلا لما لام المعتذر في غيابه، أو لشرح للمشاهدين على الأقلّ أن محطّته تعاقدت مع «فيوتشر نيوز» لاستعمال استوديوهاتها، وأن الأمر له تبعاته في السياق اللبناني الراهن!أما الإعلاميّة التي تناضل من أجل حريّة التعبير (بما في ذلك في السعوديّة)، فجاءت إلى الاستوديو لتشارك عيسى غريّب رئيس تحرير «لوريان لو جور»، ورولان بربر من «أخبار المستقبل»، والزميل بيار أبي صعب، نقاشاً حول الأزمة السياسيّة الراهنة في لبنان، توسّع إلى المحكمة الدولية، ومسألة الصراعات الخارجيّة على أرض «البلد المسكين»، وصولاً إلى أحوال الفرنكوفونيّة في لبنان...
كاد فيليب دوسان وضيوفه ينسون قضيّة «هامشيّة»، هي... الصراع مع إسرائيل، لولا قيام بيار أبي صعب بوضع المسألة على طاولة النقاش. هنا وجد دوسان نفسه مضطراً إلى الاعتذار من المشاهدين عن التعرّض لإسرائيل، مذكّراً أنه «لا بدّ من تمثيل كل وجهات النظر». قبلها بقليل ذكَر زميلنا أن «الأنظمة العربيّة كلّها دمويّة»، لكن الإعلامي الفرنسي لم يشعر بالحاجة إلى أي اعتذار!
جيزيل خوري رأت أن الأزمة السياسيّة الحاليّة لا علاقة لها بمقاومة إسرائيل، بل بالتدخّل السوري، مؤكّدة من دون أن يرفّ لها جفن أن «كل اللبنانيين مقاومون لإسرائيل»! وحين ذكّرها أبي صعب بأنّ بعض جماعتها ربيب معسكرات التدريب في إسرائيل، لم تجد رداً سوى تذكيره بمراهقته الأولى... يوم كان «كتائبيّاً»! هنا حاول عيسى غريّب الدفاع عن «الكتائب»: «ليسوا وحدهم من يتعامل مع إسرائيل»! طبعاً، بل إن إسرائيل لم تعد بحاجة إليهم اليوم، بعد تورّط طائفة كبرى عبر قياداتها التي فرضها الأمر الواقع
وقفة «فرنكوفونيّة» مسليّة حقاً، لم نجد فيها سوى بيار «مناصر حزب الله» (ليته حافظ أكثر على هدوئه)، ليدافع عن فرنسا وفرنكوفونيّة التّنوير!
ليال...