يقدم المسلسل اللبناني الوحيد في رمضان، حكاية ملأى بالثأر لكنها تنتهي بانتصار الحبّ على كل المؤامرات. مع ذلك، يؤخذ على العمل ثغرات عدة
باسم الحكيم
خطوة إلى الوراء تخطوها الدراما اللبنانيّة في رمضان. في مواجهة الزحف المصري والسوري على الفضائيات، يغيب أي مسلسل محلي عن المنافسة، طبعاً إذا استثنينا LBC أوروبا التي تقدّم مسلسلات لبنانيّة بعضها جديد وبعضها معاد. أما على الشاشات الأرضية، فوحدها LBC رفعت شعار «لبنان أولاً»، بعدما ثبت أن المسلسل المحلي قادر على جذب اهتمام المشاهد اللبناني، حتى ولو لم يتوافر فيه سوى الحد الأدنى من شروط النجاح. هكذا، أطلقت LBC الأرضية الدراما الاجتماعيّة التشويقيّة «شيء من القوّة» للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف وبطولة بديع أبو شقرا، بيرلا شلالا، آمال عفيش، نقولا دانيال، كمال الحلو، وفاء طربيه ودارين حمزة.
يرصد العمل حكاية الأخذ بالثأر بين العائلات، فيها صراع الخير والشر. انطلقت الأحداث عند مقتل الأستاذ الجامعي خطّار (باسم مغنيّة) في ساحة الجامعة، وقرار عائلته الانتقام من زميله بسّام حبيب (بديع أبو شقرا)، ويخطّطون لقتله في المكان نفسه الذي قتل فيه. ولأن بسّام يرفض مبدأ الأخذ بالثأر، غادر البلاد متوجهاً

LBC تخطط لتقديم مسلسلين و Mtv تعود مع «سارة»
إلى المغرب، غير أن سارة شقيقة القتيل تلحق به وتنجح أخيراً في إعادته إلى الوطن على متن سفينة يملكها رجل أعمال لبناني (مجدي مشموشي) من أجل تصفيته داخل حرم الجامعة. لكن، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وخصوصاً عندما تتخلى سارة عن فكرة الأخذ بالثأر بعدما تقع في غرام بسّام، لتأخذ الأحداث اتجاهاً آخر، وينتصر الحب في النهاية. لا يكتفي العمل الذي لن تتجاوز حلقاته 25، بهذا الخط الدرامي، بل يشهد تطورات جديدة في علاقة جاد (مازن معضم) ورانيا (بريجيب ياغي)، وتطورات دراماتيكيّة في حياة سنا (رنده حشمي) والدة مازن، بعدما طردها زوجها من منزلها.
يقدم «شيء من القوة» حكاية ملأى بالتشويق والإثارة، تبدأ بالأخذ بالثأر بين عائلتي حبيب والصايغ، وتنتهي بانتصار الحبّ. مع ذلك، يؤخذ على العمل بعض الثغر، أولاها كثرة مشاهد الفلاش باك التي تأخذ حيّزاً كبيراً من مساحة الحلقات وتبدو أحياناً في غير مكانها. ويؤخذ أيضاً على العمل أجواء المؤامرات والمافيات والعصابات على الطريقة الأميركيّة، وهو أسلوب يتبعه الكاتب شمعون منذ «الباشاوات» و«حب أعمى» و«خطايا صغيرة» ثم «ورود ممزقة». مع ذلك، يبدو واضحاً عمل المخرج معلوف على إدارة الممثل، وهو أمر قلّما يثير اهتمام المخرج اللبناني الذي يعطي الأولويّة لحركة الكاميرا وشكل الصورة.
هكذا، أطلّ المسلسل اللبناني بخجل هذا العام. لكن لماذا تبقى الدراما اللبنانية خارج حسابات الفضائيات اللبنانيّة والعربيّة في رمضان؟ وإلى متى؟ وهل يكفي أن يعرض مسلسل لبناني واحد على قناة أرضية، لنواسي أنفسنا بأن الدراما المحليّة بخير؟ ويبقى الأمل بأن تتبدل الأحوال في المواسم المقبلة، وخصوصاً أن LBC تخطط لتقديم عملين دراميين في الموسم المقبل، ثم يبشر دخول Mtv ميدان الدراما مع مسلسل «سارة» بعد رمضان وعودة Otv إلى الإنتاج، وإكمال «المستقبل» رحلته مع المسلسل اللبناني... علّ هذا المسلسل يكون بخير في رمضان المقبل.