الثقافة العربية بين الديكتاتورية و«السخاء» الغربي
دمشق ــــ خليل صويلح«الريادة الثقافية العربية» ندوة في دمشق
المفرّ إذاً؟ نراهن على التمويل الوطني للمشاريع الثقافية، شرط الاستدامة والرؤية الاستراتيجية للثقافة، وإلا تحولت هذه المشاريع إلى فقاعة عابرة، حسب أسامة غنم. من جهته، ذكّر عروة النيربية بمسمار جحا، لكن من جهة الدعم الحكومي في ظل غياب الثقة في المشاريع المستقلة. ثم يروي المعوقات التي واجهها مهرجان «سينما الواقع» والنظرة الحكومية القاصرة إلى دور الثقافة كأولوية استراتيجية. وحين يتناول التمويل الخارجي، يجيب ببساطة «لدينا كسوريين رهاب الفضاءات المفتوحة، أما الأجندة المحلية فلديها أولوياتها».«دعم حفلة لنانسي عجرم أسهل من تمويل ملتقى للرقص المعاصر»... تفتح الكريوغراف نورا مراد «دفتر فقر حال» وتستغيث لجمع تبرعات لإقامة «ملتقى الرقص المعاصر». وتشكو نسرين بخاري صاحبة مشروع «الفن الآن» من ضيق ذات اليد في تطوير مشروعها. أما اللبنانية مايا زبيب، من جماعة «زقاق»، فتنذرنا بأن الجمعيّة مضطرة لتسليم المكان الذي يحتضنها، لعدم قدرتها على دفع أجرته. هنا تتدخل بسمة الحسيني، صاحبة «المورد الثقافي» بشحنة مضادة، داعية إلى وقف البكاء على الأطلال، وضرورة التفكير ببناء تصورات استراتيجية للثقافة.
من جهتها، لفتت الكاتبة رشا السلطي إلى غياب الهيكلية الهرمية عن المشاريع الثقافية العربية، واكتفائها بالبنية الأفقية، مؤكدة الخصوصية الجغرافية للعالم العربي. «تجمعنا الديكتاتوريات والفشل». واتهمت السلطي وزارات الثقافة العربية بطمس الثقافة العربية الأصيلة، وهي بذلك تلتقي مع الأجندات الأوروبية والأميركية لتنظيم الثقافة. هكذا احتشدت غاليري «آرت هاوس» على مدى يومين بكل أسباب غياب الريادة الثقافية، وخرجنا ونحن نردد مع فيروز «هالسيّارة مش عم تمشي، بدها حدا يدفشها دفشة».