![](/sites/default/files/old/images/p16_20091225_pic1.jpg)
سناء الخوري
قد يتراءى لجمهور الصالات المعتمة، أن العالم كلّه يحتفل بالميلاد على الطريقة الإنكليزيّة... فشاشات لبنان والعالم، مشغولة بنسخة جديدة منقحة من مغامرات إيبينيزر سكروج، يوقعها المخرج الأميركي روبرت زيميكيس (1956). هذه الطبعة الرقميّة من A Christmas Carol، هي الشريط السينمائي الثالث الذي تنتجه «استوديوهات ديزني» عن رائعة ديكنز. هكذا، تحطّم القصّة الغرائبيّة القصيرة التي كتبها تشارلز ديكنز قبل 166 عاماً، رقماً قياسياً في عدد الأعمال المقتبسة عنها بين مسرح وسينما وتلفزيون وراديو وأوبرا (راجع الإطار)... عمل زيميكيس هو النسخة الرابعة والأربعين بعد المئة من «أغنية الميلاد»، ولعلّه الأكثر
![](/sites/default/files/old/images/p16_20091225_pic1.jpg)
عودة بالزمن إلى لندن القرن التاسع عشر بعرباتها وأزيائها وأسقفها ومداخنها...
إيبينيزر سكروج، رجل الأعمال البخيل، يدفن شريكه مارلي ليلة الميلاد... وبعد سبع سنوات، وسبعة أعياد ميلاد بلياليها، نجده قابعاً في مكتبه، يعدّ قروشه، ويرفض الاحتفال بعيد الميلاد مع ابن أخته، وينكّل بسكرتيره الفقير بوب. في تلك الليلة نفسها، يزوره شبح مارلي الأخضر المكبل بسلاسل دهريّة، في غرفة نومه الباردة. ينذره صديقه بضرورة تغيير سلوكه. ثمّ تتوالى حالات الظهور العجائبي في غرفة سكروج المصعوق: ها هي «روح الميلاد الماضي» تذكره بطفولته الحزينة، تليها «روح الميلاد الحاضر» تنبهه إلى متع يخسرها بسبب مزاجه القاتم، وبعدها «روح الميلاد المقبل» تنبهه من الموت وحيداً... تتيح لنا أشهر قصص الميلاد على الإطلاق، العودة إلى تفاصيل إنسانيّة عميقة، تناقلها أهل لندن عن عهد الملكة فيكتوريا... أمّا الهويّة المشهديّة للشريط، فخلطة غرائبيّة تذكرنا تارةً بطيف والد هاملت، وطوراً بفاوست المرمي في صراع مرعب مع الأرواح. كلّ هذا يقدمه زيمكيس لنا بقالب من الإبهار المطلق... لوهلة، تشعر بأنّ أرواح الميلاد ظهرت أمامك في الصالة... هذه المؤثرات صنعة زيميكس المفضلة. هذا المخرج يهوى قصص التنقل عبر الزمان والمكان، منذ بداياته السينمائية، مع ثلاثيته الشهيرة «العودة إلى المستقبل» (1985 ــــ 1989)... ليست هذه المرّة الأولى التي يدخل فيها صاحب «بولار إكسبرس» (2004) عالم الديجيتال. لكنّ تجربته هنا فريدة إذ تأتي التقنيات في خدمة حكاية غرائبيّة، ويضفي عليها المخرج رونق الأداء التمثيلي المسرحي الحي.![](/sites/default/files/old/images/p16_20091225_pic1.jpg)
كلّ هذا الإبهار، لم يطغَ على مضمون القصّة الخام. فكتاب ديكنز شاهد على عصره قبل كلّ شيء، بما حملته ذروة الثورة الصناعيّة من معاناة الطبقة العاملة في العاصمة البريطانيّة. إنّه أيضاً رسالة ببعد إنساني عالمي، لكلّ من أغلق باب قلبه بوجه الفرح.
«أمبير دون» (01/792123)؛ «سينما سيتي» (01/899993)؛ «أمبير سوديكو» (01/616707)؛ «بلانيت أبراج» (01/292192)
مئة وجه ووجه للحكاية الميلاديّة
![](/sites/default/files/old/images/p16_20091225_pic1.jpg)