بيسان طي خمس نساء يلعبن البريدج، ويحكين قصّة الأشرفية. غداً يبدأ الضحك... ذاك الذي يختزن الكثير من الألم على خشبة «مسرح مونو»، مع مونودراما «أشرفية» بتوقيع جو قديح (الصورة). المخرج والممثل والكاتب سيكون وحيداً على الخشبة، هو وخمس نساء لكل منهنّ شخصية وذاكرة وحياة ويوميات. هذه الحيوات ـــــ حين تُنسج في عرض مسرحي ـــــ تمثّل حياة الأشرفية أو بيروت... أو ربما لبنان. قبل شهور، كان جو على الخشبة، يحكي حياة «الجغل» اللبناني، بكلّ تلويناته. وفي العمل الجديد يذهب إلى مساحة أخرى، رغم أنّه لا يبحث عن قالب جديد أو أسلوب جديد في العرض. يقول المسرحي اللبناني الشاب إنّه كان يمشي يوماً في الأشرفية التي يحبها كثيراً، فشعر «بحزن عميق»، هذا الحزن سبّبه التشويه المعماري الذي تتعرض له المنطقة حيث تنسحب مبانيها القديمة لتحلّ مكانها عمارات ضخمة. القضية بالنسبة إلى قديح هي أبعد من تشويه التراث المعماري، والقضاء على بيوت قديمة. «أهل الأشرفية ليسوا كلّهم أثرياء»، يردد. في تلك البيوت يعيش أناس فقراء أو متوسطو الحال، تُعرض عليهم بضعة آلاف من الدولارات، فيخلون البيوت التي تُهدَم ثم يأتي متمولون ويشترون شقق العمارات التي ارتفعت مكانها. بهذا المعنى، تصير الأشرفية «نموذجاً مصغراً للبنان، لما يتعرّض له ما يُسمّى داون تاون ومناطق


«بسيكودراما» بإشراف جلال خوري، عن التشوّه المعماري واجتياح محدثي النعمة

أخرى»، حيث يهدم القديم ويُبعد ناسه، وتُمحى ذاكرة المكان المعمارية والاجتماعية، وتتراكم فوقها طبقات تمثّل هوية جديدة... هوية هجينة وبشعة، بل مبتذلة لكثرة ما تغرق في أهواء محدثي النعمة، أو الأثرياء الجدد ومفاهيمهم «الجمالية» والاجتماعية.
يوضح قديح أنّ العمل هو «بسيكودراما»، مضيفاً: «إنّه محاولة للضحك مما يوجعني، شعرت بأنني كبرت بسرعة، كأن الشعر شاب وتغيرت الحال والدنيا». عند هذا الحد، يسكت جو قديح عن الكلام المباح، ويعد بأن يروي القصة كاملة على الخشبة، ويذكّر بأنّ مسرحيته هذه «تمّت» أيضاً بإشراف المسرحي جلال خوري. ورغم موضوعه، ليس العرض «عملاً سياسياً» على حدّ تعبير قديح. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أنّ المسرحي الشاب أظهر من خلال أعمال سابقة قدرةً على التقاط «نبض» ما في الحياة الاجتماعية لدى الأثرياء والفقراء في لبنان.


8:30 مساءً ابتداءً من الغد وحتى 31 كانون الثاني (يناير) ـــــ «مسرح مونو» (الأشرفية) ـــــ للاستعلام: 01/202422