في الحلقة الأولى من برنامج النكات الذي يقدَّم على MTV، تركت ميراي مزرعاني ضيوفها يُطلقون العنان لعنصريّتهم ضدّ السوريين
دمشق ــ وسام كنعان
اختارت ميراي مزرعاني أن تكون الابنة البارّة لمحطة MTV من خلال إطلالتها في «أهضم شي» الذي أدخلها خط المنافسة في مجال البرامج التي تعتمد على فن صناعة النكتة أو مجرد سردها على مسامع المشاهدين. الإعلامية اللبنانية عرفت كيف ترد الجميل إلى محطّتها، فبدت كأنها رأس الحربة في خطاب القناة الإعلامي الذي يشوبه الكثير من العنصرية تجاه العديد من الجهات. إلا أنّ السوري هو المعني الأكبر بهذا الخطاب المسلّط على عنقه. ولعل «أهضم شي» الذي تقدّمه الإعلامية اللبنانية كل أربعاء، جاء ليفتح الباب على مصراعيه كي يجسّد ضيوفه مشاعر الشوفينية والعنصرية التي يشعرون بها تجاه السوريين. في الحلقة الأولى مثلاً التي استضافت فريق ليليان نمري (كلود خليل وطوني عيسى) وفريق نبيل عساف (مايا دياب وطارق تميم)، كان صدر ميراي مزرعاني رحباً. تركت ضيوفها على سجيتهم ليفضفضوا بما اختلجت به نفوسهم تجاه السوري، أي سوري مهما كان وأينما وجد. وخلال الحلقة، تحول الحمصي وعناصر الحواجز السورية في الشمال اللبناني مادةً للسخرية تهدف إلى النيل من هذا السوري «المقيت»، وابعتدت النكات عن الدعابة المحبّبة إلى النفس التي يمكن تقبلها بظرافة وروح رياضية. منذ بداية الحلقة والسوري على الحاجز في الشمال لا يعرف التمييز بين فن التمثيل والغناء، فيطلب من الممثل الذي يكون قد استوقفه على الحاجز أن يغنّي له! وهو أيضاً لا يميز بين حظر التجول والسماح به. أضف إلى ذلك أنّه لا يجيد أية لغة باستثناء العربية التي يعاني معظم مقدّمي MTV من صعوبة في التفوّه بها! والسوري أيضاً هو الذي يسأل شخصاً يُدعى ميلاد عيد عن صلة القرابة التي تجمعه بعيد الميلاد! وطبعاً، لا يمكن أن تمر هذه النكات عن السوريين من دون

السوري لا يعرف التمييز بين فن التمثيل والغناء
التعريج قليلاً على لهجتهم. مثلاً، قبل أن يسرد طوني عيسى نكتة، يسأله كلود خليل إن كان يفكر بزيارة سوريا بعد اليوم، فتجيبه مايا دياب بلهجة مصطنعة إلى أقصى حد «شِنّو اسمك على الحدود حبيبي». لكنّ عيسى لن يتوانى عن سرد النكتة ما دام قد صرّح باستغنائه عن زيارة هذا البلد مدى الحياة!
وإذا فكّر ضيوف مزرعاني بإراحة السوري من عنصريتهم وفوقيّتهم، فسيعرّجون على الأشخاص الذين يعانون التأتأة أو مشاكل في النطق. هكذا، يروح الضيوف يقلّدونهم من دون أن يخطر في بالهم أن يكون أحد هؤلاء يتابع حلقتهم في تلك اللحظة.
مع انطلاق «أهضم شي»، خلنا أنّنا سنشاهد نسخة مقلّدة من برنامج LOL على OTV. لكن مزرعاني خرجت لتصرّح بالفم الملآن، أنّها ستتميز عن غيرها من البرامج بفقرات منوّعة تقدّمها. إلا أن فقراتها تلك لا تتجاوز ألعاب الأطفال الذين لم يبلغوا سن التمييز بعد. هكذا، ستفرض إحدى الفقرات على الضيف ابتلاع علكة تناولها أحدهم قبله. كذلك، فإنّ مزرعاني أعلنت سابقاً عن ولادة رقيب ذاتي سيسكنها طيلة فترة البرنامج لتمنع تسلّل أي طرفة تحوي قلة حياء. لكن قلّة الحياء تلك لا تشمل العنصريّة تجاه شعب كامل.

كل أربعاء 21:15 على MTV